جريدة أرض بلادي – ايت علي اكرام –
في الثامن عشر من ماي 2025، تحتفي المملكة المغربية بمرور عشرين سنة على انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المشروع الملكي الرائد الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في 18 ماي 2005، واضعاً بذلك حجر الأساس لورش تنموي غير مسبوق، هدفه النهوض بكرامة الإنسان المغربي، والحد من الفوارق المجالية والاجتماعية، وبناء مجتمع متماسك ومتضامن.
منذ انطلاقتها، ظلت المبادرة وفية للرؤية المتبصرة التي عبّر عنها جلالة الملك، حين قال في خطابه التأسيسي: “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ليست مشروعاً مرحلياً، ولا برنامجاً ظرفياً عابراً، وإنما هي ورش مفتوح باستمرار…”.
كلماتٌ تحوّلت إلى منهج عمل متكامل، أعاد رسم خريطة الأمل في ربوع المملكة، وجعل من تنمية الإنسان المحور الأساس في مسار التطور الوطني.
على مدى عقدين من الزمن، تجسّدت هذه الرؤية في ثلاث مراحل محورية، واكبت التحولات الاجتماعية والاقتصادية، واستجابت لتحديات تنموية متزايدة. وقد مكنت هذه المراحل من تحقيق نقلة نوعية في تحسين ظروف العيش، وتقوية الرأسمال البشري، وتعزيز قيم المواطنة والاندماج.
وفي لحظة التأمل والتقييم هاته، تجدّد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تأكيد التزامها بمواصلة الطريق بكل عزم وثبات، منخرطة بقوة في تنزيل التوجيهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد للمملكة، وساعية إلى ترجمة تطلعات جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً وازدهاراً.
إنها ليست مجرد ذكرى… بل استمرارية لوعد ملكي بتحقيق الكرامة لكل مغربي ومغربية.