جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-
من حقي أن أحلم
وأنا أغوص بقدميٍّ في مياه الشاطئ الهادئة. أستمتع بدغدغة رمالها الذهبية، سمعت أنينا حزيناً، فأرهفت سمعي، واقتربت من مصدر الصوت. إذا بها تسحبني إلى أعماق البحر، وتضعني فوق صخرة كبيرة، والكائنات البحرية تحيط بي من كل حدب وصوب. سألت عن اسمي، قلت:
-يوتس.
أنا بدوري سألتها:
-من أنت؟ ماذا تريدين مني؟ لماذا حملتني إلى هنا؟
ردت مبتسمة:
-لا تخف أنت في أمان ،أنت في عالمك الجديد.قلت: ولكنني لا أنتمي إليه.
أجابتني وهي تهدئ من روعي:
– ستتعود عليه وسنعيش في سعادة أبدية ،فقد ألفتك منذ اليوم الأول الذي أتيت فيه إلى شاطئ البحر تناجيه وتشكو إليه آهاتك وأنت ترددالأبيات الشعرية التالية:
ثاو على صخر أصم وليت لي
قلبا كهذي الصخرة الصماء
شاك إلى البحر اضطراب خواطري
فيجيبني برياحه الهوجاء
منذ ذلك الحين وأنا اراقبك، وأتألم لألمك وأفرح لفرحك، حتى جاءت الفرصة المناسبة لأسحبك إلى عالمي الحالم ، وأقرر أن تعيش معي أنا حرية البحر، وتتخلص من كل تلك الآلام.
لا أخفي عليكم كم راقني الأمر، فقلت في نفسي لم لا أعيش هذه التجربة؟
انغمست في الدور، تحملني فوق ظهرها. نجوب أعماق البحر. نصادف كائنات شتى، ونحط الرحال في شعب مرجانية، هائمين مستمتعين بهذا العالم الطاهر النقي الذي لم تدنسه يد الإنسان ،وعندما نتعب نعود ادراجنا إلى المكان الذي اختارته بعناية ليكون بيتنا.
لم يدم الوقت طويلا حتى استفقت على حرارة الشمس القوية ملقى على شاطئ البحر، تفقدت الحورية فلم أجدها، حاولت النهوض لكن لم أقو على ذلك، رجلي كانت مخدرة ،تأكدت حينها أن عقرباً لدغني فسقطت على الشاطئ مغمى علي.
بقلم خديجة الحنافي