أرض بلادي _ إعداد :عزيز بنعبد السلام
في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى دبلوماسية قريبة من المواطن، تبرز السيدة سناء مروّح، القنصل العامة للمملكة المغربية بمدينة مورسيا الإسبانية، كأحد أبرز النماذج النسائية التي جمعت بين المهنية العالية والالتزام الإنساني، لتجعل من القنصلية المغربية هناك بيتًا دافئًا يحتضن الجالية المغربية ويُخفف عنها متاعب الغربة.
دبلوماسية القرب والإنصات
منذ مباشرتها لمهامها على رأس القنصلية العامة للمملكة المغربية بمورسيا، أظهرت السيدة سناء مروّح حرصًا كبيرًا على إرساء نهج جديد في التعامل مع الجالية المغربية، قوامه الإنصات المستمر، الحضور الميداني، والانفتاح على الجميع. لم تتوانَ عن الخروج من جدران المكاتب لتكون بين أفراد الجالية في تجمعاتهم، مناسباتهم، ومشكلاتهم اليومية.
لقد حوّلت القنصلية إلى فضاء مفتوح، تُعالج فيه القضايا الإدارية، وتُطرح فيه الهموم الاجتماعية، وتُبنى فيه الثقة بين الجالية المغربية ومؤسستهم الدبلوماسية. شعارها في ذلك: “الجالية أولًا… والكرامة قبل كل شيء”.
خدمات إدارية وإنسانية في آنٍ واحد
ما يميز عمل السيدة مروّح أنها لم تحصر دورها في العمل الإداري، بل جعلته منطلقًا لمقاربة إنسانية أوسع. ففي الوقت الذي سهّلت فيه مجموعة من الإجراءات المرتبطة بالحالة المدنية، وتجديد الوثائق كجوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية، أولت عناية خاصة للقضايا الاجتماعية الحساسة، من قبيل:
البحث عن أفراد العائلات المنقطعين عن الاتصال، حيث تتلقى القنصلية طلبات من مغاربة داخل وخارج الوطن للعثور على أقاربهم، وتقوم بتنسيق مع السلطات المغربية والاسبانية لتقديم المساعدة.
الدعم في الحالات الطارئة مثل الوفاة، المرض، أو مشاكل الإقامة، حيث تتحرك القنصلية بسرعة لتوفير المؤازرة القانونية أو الإدارية.
نموذج للمرأة المغربية في مواقع المسؤولية
تمثل السيدة سناء مروّح وجهًا مشرقًا للمرأة المغربية في الحقل الدبلوماسي، إذ جمعت بين الكفاءة الأكاديمية والحنكة المهنية، وأثبتت أن المرأة قادرة على إدارة ملفات حساسة، وإحداث أثر حقيقي في حياة الناس.
بأسلوبها المتواضع والراقي، فرضت احترامها في الأوساط الإدارية الإسبانية، ونالت إعجاب أفراد الجالية المغربية الذين وجدوا فيها قريبة منهم، لا تفصلها عنهم حواجز السلطة، بل تتقاسم معهم اليومي والتحديات.
شهادات وارتياح داخل الجالية
اللافت في تجربة السيدة مروّح هو ما يعبر عنه المغاربة المقيمون بمورسيا أنفسهم، حيث وصفها كثيرون بـ”الأخت” و”الابنة البارة بالمغرب”، و”القلب النابض” للقنصلية. أحد أفراد الجالية قال: “لأول مرة نشعر أن القنصلية تمثلنا فعلًا، وأن صوتنا مسموع دون وساطات ولا تعقيدات”.
وتتوالى شهادات الشكر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وعبر جمعيات مغربية تنشط في مورسيا، والتي أشادت بالدور الريادي للقنصل في لمّ الشمل، وتيسير الخدمات، والدفاع عن قضاياهم بكل أريحية وتفانٍ.
نحو دبلوماسية أكثر إنسانية
ما تُجسده السيدة سناء مروّح من خلال عملها اليومي هو تجديد حقيقي لوظيفة القنصليات، وجعلها أكثر ارتباطًا بواقع المواطن المغربي المهاجر، وأكثر انخراطًا في حل مشاكله، سواء كانت إدارية أو أسرية أو إنسانية.
إنها تُجسد بحق توجيهات جلالة الملك محمد السادس في العناية بالمغاربة المقيمين بالخارج، وتجعل من التعليمات الملكية ترجمة حقيقية في الميدان، عبر تطبيق فعلي لمفهوم “دبلوماسية القرب”.
فإن السيدة سناء مروّح ليست مجرد قنصل تؤدي مهامها من خلف مكتب، بل سفيرة للثقة، وجسر بين الوطن وأبنائه في المهجر، وواحدة من الوجوه المشرقة للدبلوماسية المغربية التي تضع الإنسان في صميم أولوياتها. جهودها لا تُقاس بعدد الوثائق الموقعة، بل بعدد القلوب التي لمستها، والأسر التي أعادت إليها الأمل، والجالية التي وجدت فيها سندًا ومرجعية.
> تصريح أحد أفراد الجالية المغربية في مورسيا:
“بكل صدق، منذ أن تولّت السيدة سناء مروّح مهامها على رأس القنصلية، شعرنا أن هناك تغييرًا كبيرًا. لم نعد نحتاج إلى وساطات أو مواعيد طويلة. القنصلية أصبحت فعلاً في خدمة الجالية المغربية. شخصيًا، ساعدتني القنصلية في تجديد وثائقي بسرعة، وساعدت أصدقائي المغاربة المقيمين في مورسيا . السيدة سناء قريبة من الجالية تُنصت، وتتابع الأمور بنفسها نشكرها على كل ما تقوم به لفائدتنا.”