أرض بلادي _عزيز بنعبد السلام
تُعد السيدة فتيحة بنعمر نموذجًا حيًا للمرأة المغربية الملتزمة بقضايا مجتمعها، رغم بعدها الجغرافي. فهي من أصول مدينة وجدة، عاصمة جهة الشرق بالمغرب، ومقيمة حاليًا في فرنسا حيث تنشط في صفوف الجالية المغربية، وتترأس جمعية Family Espoir التي تعمل في مجالات اجتماعية وإنسانية هامة.
جمعية Family Espoir، التي ترأسها السيدة فتيحة، تُعنى بعدة قضايا أساسية من بينها:
مساعدة الأمهات اللواتي يربين أطفالهن بمفردهن،
الإدماج الاجتماعي والمهني لفئة الشباب،
دعم الأشخاص في وضعية إعاقة.
هذه المهام تُبرز التزامها العميق بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتجعل من جمعيتها فضاءً حقيقيًا للأمل والدعم للمحتاجين داخل المجتمع الفرنسي، خصوصًا من أصول مغربية.
ومنذ انتخابها سنة 2021 كعضوة في مجلس جهة الشرق، برزت السيدة فتيحة بنعمر كصوت نسائي قوي ومدافع صلب عن قضايا ساكنة الجهة الشرقية، خاصة مدينة وجدة ونواحيها. لم تمنعها الغربة من الاستمرار في أداء واجبها تجاه وطنها الأم، بل ظلت على تواصل دائم مع أبناء الجهة، حاملةً همومهم إلى قاعات الاجتماعات واللجان الجهوية، مدافعةً عن حقوقهم ومطالبهم، وخاصة الفئات الهشة والمهمشة.
لقد كسبت السيدة بنعمر ثقة المواطنين والمواطنات الذين وضعوا آمالهم فيها، واستمرت منذ انتخابها في تقديم مقترحات ومبادرات تصب في مصلحة تنمية المنطقة الشرقية، مع التركيز على دعم النساء، الشباب، وذوي الاحتياجات الخاصة.
إن تجربة السيدة فتيحة بنعمر تُجسد مثالًا حيًا على أن الانتماء لا تحدّه الجغرافيا، وأن خدمة الوطن يمكن أن تكون فعالة ومؤثرة حتى من خارج حدوده. فهي تبرهن يومًا بعد يوم أن مغاربة العالم يشكلون ركيزة مهمة في الدفاع عن قضايا الوطن والمساهمة في تنميته، وهو ما يجعل من تجربتها جديرة بالإشادة والتقدير.