افتتاح رسمي لمعمل أليون” الصيني بجماعة أمجاو: بالناظور والدريوش خطوة استراتيجية نحو الريادة الصناعية والطاقية بشرق المملكة

أرض بلادي _فاطمة الحجامي _عزيز بنعبد السلام

 

في يوم تاريخي سيظل محفوراً في ذاكرة التنمية الصناعية بالمملكة، شهدت جماعة أمجاو التابعة لإقليم الدريوش، اليوم الأربعاء 28 ماي الجاري، افتتاح المعمل الصناعي الضخم التابع لشركة “أليون” الصينية، المتخصص في تصنيع شفرات توربينات الرياح، وذلك بمنطقة التسريع الاقتصادي المحاذية لميناء الناظور غرب المتوسط.

وحضر حفل التدشين وفد رفيع المستوى ترأسه والي جهة الشرق، السيد الخطيب لهبيل، وعامل إقليم الدريوش عبد السلام فريندو، وعامل إقليم الناظور جمال الشعراني، إلى جانب السفير الصيني بالمغرب، وبحضور البرلماني محمد ابركان  ومسؤولين محليين وجهويين، وعدد من المستثمرين المغاربة والصينيين، ورجال الأعمال، وشخصيات بارزة من مختلف القطاعات.

وحدة صناعية رائدة 

يُعد هذا المعمل الأول من نوعه على مستوى إفريقيا، ويعكس ثمرة شراكة دولية بين مستثمرين صينيين ومؤسسات مغربية. ويُؤسس المشروع لبداية حقبة جديدة من التصنيع المتخصص في قطاع الطاقات المتجددة، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل جهة الشرق منصة صناعية ذات بُعد دولي، قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية النوعية وتثمين المؤهلات الجغرافية والبشرية للإقليم.

ويأتي هذا الإنجاز الطاقي والصناعي في إطار التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى إرساء أسس تنمية اقتصادية مستدامة وتنافسية، وتحقيق تحول هيكلي في جهة الشرق، لاسيما في القطاعات الحيوية والمبتكرة.

استثمار ضخم وآفاق تشغيل واعدة

المعمل يمتد على مساحة 50 هكتاراً، باستثمار يفوق 220.8 مليون يورو، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 600 شفرة سنوياً، ما يجعله واحداً من أكبر المشاريع الصناعية في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط في مجال تصنيع مكونات مزارع الرياح.

وقد تمكن المشروع بالفعل من خلق أزيد من 600 فرصة عمل مباشرة لفائدة شباب المنطقة، مع توقعات ببلوغ أكثر من 3.300 منصب شغل مباشر وغير مباشر خلال الفترة المقبلة. كما يُنتظر توقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات التكوين المهني والجامعات لتأهيل الكفاءات الوطنية وتيسير اندماجها في مجال التكنولوجيا الصناعية الحديثة.

أثر تنموي شامل على جهة الشرق

خلال الحفل، أكد ممثل مركز الاستثمار لإقليمي الناظور والدريوش أن هذا المشروع الصناعي الكبير يُجسد رؤية تنموية متقدمة تهدف إلى تنويع مصادر النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز الاندماج الصناعي المحلي، مضيفاً أن المعمل يمثل رافعة أساسية لخلق مناخ استثماري واعد وجاذب للرساميل الأجنبية.

ويُجمع المتتبعون أن افتتاح هذا المعمل يشكل نقطة تحول محورية في المسار التنموي لإقليمي الناظور و الدريوش، ويدشن لعصر جديد من الاستثمار الصناعي المرتكز على الابتكار، والطاقات النظيفة، والتكوين المهني، مما يعزز موقع المغرب الريادي في المنطقة، ويؤهل الجهة لتصبح فاعلاً أساسياً في صناعة المستقبل الأخضر.