إصلاح شامل في قطاع التواصل لمواكبة تطور الصحافة والسينما والانفتاح على صناعة الألعاب الإلكترونية

جريدة أرض بلادي – بقلم الحسين حنين

رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام

صدر مؤخرا قرار وزاري مهم في الجريدة الرسمية تحت رقم 1125.25، يتعلق بتنظيم وتحديد اختصاصات الإدارة المركزية لقطاع التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل

 

هذا القرار جاء في سياق الإصلاحات التي يعرفها مجال الإعلام والسينما في المغرب، ويهدف إلى تقوية الإدارة العمومية وتطوير أدائها، حتى تصبح أكثر مرونة وفعالية، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يعرفها العالم في مجال التكنولوجيا والاتصال

 

من أبرز المستجدات التي حملتها هذه الهيكلة، نجد إحداث أقسام جديدة متخصصة، من بينها قسم خاص بالتواصل العمومي المؤسساتي، يهتم بتنظيم الحملات الإعلامية التي تعرف بعمل الحكومة داخل المغرب وخارجه، وتقوية العلاقة مع المواطنين

 

كما تم إحداث قسم للرصد والتحليل الإخباري، يقوم بمتابعة كل ما يُنشر في وسائل الإعلام الوطنية والدولية حول المغرب، مع تطوير آليات لرصد الأخبار الزائفة، وتحليل صورة المغرب في الإعلام الخارجي

 

لكن الإضافة النوعية في هذا القرار هي إحداث مديرية خاصة بصناعة الألعاب الإلكترونية، في خطوة جريئة تؤكد أن الدولة بدأت تعترف بأهمية هذا القطاع الجديد. هذه المديرية ستُعنى بتشجيع صناعة الألعاب الإلكترونية، ودعم المبتكرين والمطورين المغاربة، وتنظيم فعاليات رقمية، وتسهيل التعاون مع المهنيين في هذا المجال محليا ودوليا

 

صناعة الألعاب الإلكترونية اليوم لم تعد مجرد ترف أو وسيلة ترفيه، بل أصبحت مجالا اقتصاديا ضخما يفتح فرصا جديدة للشغل والإبداع، ويشكل نقطة التقاء بين الثقافة والرقمنة والتقنيات الحديثة. دخول وزارة الشباب والثقافة والتواصل لهذا المجال عبر هذه المديرية يؤكد أن المغرب يطمح ليكون فاعلا في هذا السوق العالمي الواعد

 

أما فيما يخص الصحافة، فقد جاء القرار بإحداث قسم جديد يهتم بدعم وتتبع قطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، وهو ما سيساهم في تدبير أفضل للدعم العمومي وتوجيهه نحو المؤسسات التي تستحق، في إطار من الشفافية والوضوح

 

في المجمل، هذا الإصلاح يمثل خطوة إيجابية نحو بناء إدارة حديثة ومتفاعلة، تعترف بتنوع الحقول الإعلامية الجديدة، وتواكب التحولات الرقمية، وتفتح أبواب الأمل أمام جيل جديد من الصحفيين والمبدعين وصانعي المحتوى والألعاب

 

نأمل أن يتم تفعيل هذه التغييرات بشكل عملي على أرض الواقع، وأن ترافقها سياسات تشاركية مع المهنيين، لأن قوة القطاع الإعلامي والإبداعي هي أحد روافد قوة المغرب الثقافية والتنموية