مشروع عملاق لتحلية المياه يربط الجرف الأصفر بخريبكة.. والمرصد الوطني يشيد بالخطوة ويطالب بضمان التوازن البيئي

جريدة أرض بلادي – هيئة التحرير –

في خطوة وُصفت بالريادية على المستوى الوطني والإفريقي، دخل مشروع نقل المياه المحلاة من الجرف الأصفر إلى خريبكة حيز التنفيذ، بعد أن أطلق المجمع الشريف للفوسفاط عبر فرعه “OCP Green Water” خط أنابيب ضخم يمتد لأكثر من 200 كيلومتر، لنقل مياه البحر المحلاة إلى المناطق المنجمية الداخلية.

 

المرصد الوطني للماء والصحة والمناخ، عبر عن إشادته الكبيرة بهذا المشروع النموذجي، واعتبره نقلة نوعية تعكس رؤية استباقية لتعزيز الأمن المائي الوطني في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تواجهها البلاد، خاصة مع تنامي ظاهرة الإجهاد المائي.

 

وحسب بيان أصدره المرصد، فإن هذا المشروع يشكل سابقة من نوعها من حيث البنية التحتية والتقنيات المعتمدة، ويعزز التوجه نحو السيادة المائية وتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية، عبر إدماج حلول مستدامة في تزويد المناطق الداخلية بالماء الصالح للاستعمال.

 

وأشاد المرصد بالمقاربة التشاركية التي اعتمدها المجمع الشريف للفوسفاط، من خلال تعبئة الكفاءات الوطنية والمقاولات المحلية، إلى جانب تشجيع البحث العلمي والابتكار بشراكة مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، وهو ما من شأنه أن يخلق دينامية تنموية جديدة داخل الأقاليم المنجمية.

 

في المقابل، دعا المرصد إدارة المجمع إلى تعزيز التزاماتها البيئية والاجتماعية، خاصة في المناطق التي تتأثر مباشرة بالأنشطة الصناعية، كخريبكة وآسفي والجديدة. ومن بين المقترحات التي طرحها:

 

توسيع برامج معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها.

 

تشجيع مشاريع الاقتصاد الدائري.

 

تتبع جودة التربة والفرشات المائية بشكل مستمر.

 

إطلاق حملات تشجير واسعة للحد من الأثر الكربوني والبيئي المرتبط بأنشطة الاستخراج والنقل.

 

 

كما أكد المرصد استعداده لمواكبة هذا المشروع وغيره من المبادرات، عبر توفير الخبرة والترافع والتتبع البيئي والصحي، بما يخدم الصالح العام ويحافظ على الموارد الطبيعية لصالح الأجيال القادمة.

 

واختتم المرصد بيانه بدعوة كافة الفاعلين الصناعيين والهيئات العمومية والخاصة إلى تبني حلول مبتكرة ومستدامة في إدارة الموارد المائية، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إليها المملكة المغربية.