أرض بلادي _ع_ ب
برنامج “شخصيات…” – جريدة أرض بلادي
تقدّم جريدة أرض بلادي برنامجًا للسيرة الذاتية تحت عنوان “شخصيات…”، يُعدّه ويقدّمه الأستاذ عزيز بنعبد السلام. يسلّط هذا البرنامج الضوء على شخصيات وفعاليات تركت بصمات واضحة في تنمية المجتمع، وقدّمت خدمات جليلة للجالية المغربية والوطن في مجالات متعددة. كما يستضيف طاقات من المجتمع المدني تعمل في صمت من أجل رفاهية المواطن وتنمية محيطها.
وفي هذه الحلقة، نسلّط الضوء على شخصية نسائية مغربية وُلدت في المهجر، بدولة بلجيكا استطاعت أن تزاوج بين مسارها الدراسي الطويل وتجربتها المهنية الناجحة، لتخوض مسارًا جديدًا في مجال العلاج النفسي والتأطير العاطفي للأطفال. إنها الأستاذة سيلينا أحنكور.
جريدة أرض بلادي: بداية، من هي سيلينا أحنكور، وكيف تختصرين مسيرتك للقارئ المغربي؟
الأستاذة سيلينا أحنكور: أنا خبيرة في التعليم والتطوير الشخصي، ولكن أكثر من هذا أنا متعلمة من الحياة نفسها. عشت التحديات، الامتحانات، الدروس والانتصارات حولي قوة وحكمة، وهذه كلها مصدر قوة للمجتمع وكل واحد محتاج يركز على التوازن، الشفاء والإلهام.
جريدة أرض بلادي: وُلدتِ سنة 1981 في أنفرس ببلجيكا، كيف كانت طفولتك ونشأتك الأولى هناك؟
سيلينا أحنكور: طفولتي كانت صعبة شوية، خصوصاً في المسار الدراسي في البداية كان عندي أساتذة ماقدروش يعلّموني ولا يوجّهوني بشكل صحيح لكن الحمد لله، مع مرور الوقت تعلمت كيف نخصّص راسي ونفهم الأمور بعمق. كنت نحب القراءة بزاف، وهكذا شحنت طاقتي للعلم والمعرفة.
جريدة أرض بلادي: ما أبرز المحطات الدراسية التي شكلت مسارك العلمي والمهني؟
سيلينا أحنكور: البداية كانت في مدرسة كبيرة، حيث تعلمت من التلاميذ بلا لغة ولا تواصل لكن كل تلميذ كان عندو قصة على التعلم والسلوك هذا الشيء ساعدني باش نكتسب دروس عملية في الصبر والاحترام ومع مرور الوقت، تابعت دراستي في الحقل الأكاديمي حتى أصبحت أستاذة ثم مديرة، وبعدها اخترت طريق العلاج النفسي.
جريدة أرض بلادي: بعد التخرج من الجامعة، قضيتِ 17 سنة في التعليم. ماذا تعني لك هذه التجربة الطويلة؟
سيلينا أحنكور: التعليم علّمني بزاف، خاصة في الانضباط وتحمل المسؤولية لكن كذلك كشف لي حدود النظام التقليدي لهذا قررت أوسع نطاق عملي باش نساعد الناس على نطاق أكبر كنت دائماً نشوف أن التعليم مشي غير دروس، بل تربية، قيادة، وإلهام للمجتمع.
جريدة أرض بلادي: كيف تصفين انتقالك من التدريس والإدارة التربوية إلى العمل كأخصائية نفسية ومعالجة ومدربة؟
سيلينا أحنكور: التحول جاء من صوت داخلي قوي حسيت أنني محتاجة نتعاون مع الناس أكثر رغم أنني كنت خائفة من هذه الخطوة، لكن الشجاعة منحتني الأمل استمعت للقلب ديالي ومشيت في الطريق الجديد بكل عزم.
جريدة أرض بلادي: ما الذي دفعك لاختيار مجال العلاج النفسي للأطفال تحديداً؟
سيلينا أحنكور: لأنني كنت أعرف عن قرب شنو محتاجين الأطفال شفت النظام الدراسي ماكانش دائماً عادل معاهم، ولا يقدر يعطيهم كل شيء كنت مقتنعة أن العلاج النفسي للأطفال مفتاح أساسي لمستقبل صحي ومجتمع متوازن.
جريدة أرض بلادي: خلال مسارك، ما أهم التحديات التي واجهتك؟ وهل أسهمت تجاربك في أوروبا والمغرب في صقل رؤيتك؟
سيلينا أحنكور: طبعاً، التحديات كثيرة كمسلمة وامرأة من أصول مغربية، كنت كنواجه صعوبات لكن هذا الشيء قوّاني وزادني طموح وإصرار أوروبا علمتني النظام والدقة، والمغرب أعطاني الأصالة والروح المزيج بين العالمين خلاني نخلق رؤية متوازنة.
جريدة أرض بلادي: على مدى السنوات الخمس الماضية، واصلتِ التكوين والتطوير الذاتي. ما أبرز المجالات التي ركزت عليها؟
سيلينا أحنكور: ركزت على التنمية الذاتية، القيادة والعلاج النفسي تعلمت كيف نستمع للناس، نرافقهم، ونمنحهم الثقة. درت تكوينات كثيرة باش نكون أكثر مهنية، وكنت دائماً نعتبر أن الخدمة للمجتمع مسؤولية ورسالة.
جريدة أرض بلادي: كيف استطعتِ الجمع بين الهوية المغربية التي تنتمين إليها والثقافة الأوروبية التي عشت وسطها؟
سيلينا أحنكور: هذا كان تحدي كبير، لكن قدرت نصنع جسر بين الهويتين المغرب علّمني الحب والارتباط بالأسرة، وأوروبا علّمتني القوة والانضباط هذا المزج خلاني أكون امرأة متفتحة على العالم وقادرة على فهم الاختلافات.
جريدة أرض بلادي: من هي سيلينا الإنسانة؟ وهل استطعتِ أن توازني بين دفء البيت وأعباء العمل؟
سيلينا أحنكور: أكيد. كزوجة وأم، البيت هو الأساس والملجأ تعلمت أن الحب والرعاية يبدأان من النفس، فإذا اعتنيتِ بنفسك ستقدرين أن تعطي للآخرين التوازن مهم، والسر هو أن تحبي ذاتك أولاً.
جريدة أرض بلادي: هل تفكرين في فتح أو تأسيس مركز متخصص في المغرب مستقبلاً لخدمة الأطفال وأسرهم؟
سيلينا أحنكور: بطبيعة الحال حلمي نفتح مركز في المغرب كي يعالج الأطفال والعائلات ويوفر الدعم والإرشاد اللازم. قلبي مع المغرب، وإن شاء الله غادي يتحقق هذا الهدف.
جريدة أرض بلادي: أي الدول تختارين عادة لقضاء عطلتك الصيفية، وأيها الأقرب إلى قلبك وتشعرين فيها بالراحة؟
سيلينا أحنكور: أحب السفر كثيراً، خصوصاً إلى إيطاليا ودول أخرى عندها ثقافة غنية الإمارات أيضاً قريبة من قلبي لأنها بلد الانفتاح والطموح لكن المغرب يبقى دائماً في الصدارة.
جريدة أرض بلادي: ما طموحاتك المستقبلية التي تسعين لتحقيقها في حياتك المهنية والشخصية؟
سيلينا أحنكور: أطمح أن أساهم أكثر في تمكين النساء والشباب، وأن أوصل صوتهم للعالم كذلك أريد تأسيس مشاريع كبيرة في المغرب، تساهم في خدمة المجتمع وتحقق التنمية أنا مؤمنة أن الإنسان لازم يخدم بلاده بجد وإخلاص.