فيضانات تعرّي ضعف البنية التحتية بالناظور والعروي وتاويمة بعد تساقطات مطرية رعدية قوية

 

أرض بلادي-عزيز الناظوري

 

شهد مدخل مدينة الناظور، على مستوى المحور التجاري مرجان – تاويمة، ليلة الجمعة 10 أكتوبر الجاري، ارتفاعا كبيرا في منسوب المياه، إثر التساقطات المطرية الرعدية الغزيرة التي عرفتها المنطقة، مما تسبب في شلّ حركة السير وتعطيل حركة المرور.

وتحوّلت الطرق إلى شبه أنهار، بعدما غمرت المياه عددا من المقاطع الطُرقية، واضطر العديد من السائقين إلى التوقف وسط الطريق نتيجة الفيضانات التي غمرت سياراتهم. وتُعد هذه النقطة من بين أكثر المناطق عرضة لتجمع مياه الأمطار في كل فصل شتاء، بسبب ضعف شبكات تصريف المياه وغياب بنية تحتية قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة من التساقطات.

وكانت مديرية الأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية خاصة، حذّرت فيها من تساقطات رعدية قوية همّت عدداً من مناطق المملكة، من بينها إقليم الناظور، وهو ما تأكد بالفعل مع الهطول الكثيف للأمطار خلال ساعات الليل.

وفي جماعة العروي، غمرت مياه الأمطار عدداً من المنازل مساء الجمعة، وأدّت إلى إغلاق الطريق الوطنية الرابطة بين العروي وسلوان، بعدما امتلأت بالمياه على مستوى قنطرة السكة الحديدية الواقعة بين المدار الحضري والمنطقة الصناعية. كما تضررت سيارات عديدة جراء ارتفاع منسوب المياه، في مشهد وصفه السكان بغير المسبوق منذ سنوات.

وأكدت مصادر محلية أن السلطات المحلية والوقاية المدنية تدخلت على وجه السرعة لفتح الطرق وإنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم المياه داخل سياراتهم، خصوصاً في المناطق المنخفضة، فيما استمر نشاط السحب الركامية، ما ينذر بمزيد من التساقطات خلال الساعات القادمة.

وفي منطقة تاويمة بجماعة الناظور، تسببت الفيضانات بدورها في حوادث مماثلة، حيث تمكنت عناصر الوقاية المدنية من إنقاذ شخص في وضعية تشرد جرفته السيول، في عملية بطولية استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية والوقائية.

وجندت السلطات فرقها الميدانية تحسباً لأي خسائر بشرية إضافية، مع توجيه تحذيرات للمواطنين بضرورة توخي الحذر وتجنب الاقتراب من مجاري الوديان والمناطق المنخفضة التي تشكل خطراً أثناء هطول الأمطار.

وخلفت هذه الفيضانات أضراراً مادية همّت المنازل والسيارات والبنية الطرقية، وسط دعوات متجددة من الساكنة بضرورة تدخل الجهات المعنية لإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وتحسين البنية التحتية، لتفادي تكرار مثل هذه المشاهد المؤسفة مع كل موسم مطري.