قافلة الوفاء/ بقلم العيرج ابراهيم: ابن شهيد حرب الصحراء المغربية

جريدة أرض بلادي

في غمرة الانتصار، لا ننسى من صنعوه بدمائهم

في أعقاب صدور القرار الأخير لمجلس الأمن بخصوص ملف الصحراء المغربية، والذي شكل محطة مفصلية ودبلوماسية هامة، و بتزامن مع الذكرى الخمسين لذكرى المسيرة الخضراء،أطلقت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية مبادرة إنسانية ووطنية بامتياز: قافلة لزيارة قبور الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوحدة الترابية للمملكة.

هذه القافلة ليست مجرد رحلة، بل هي نداء رمزي عميق يؤكد أن مسيرة الوحدة والانتصار، مهما بلغت من نجاح دبلوماسي، لا يمكن أن تُنسي الأمة تضحيات أبنائها الأبرار.

– رمزية الزيارة:

تكتسب هذه الزيارة دلالة إنسانية مضاعفة، خصوصاً وأنها تشمل زيارة أماكن استشهاد لجنود تناثرت أجسادهم أشلاء في الميدان، دون أن يبقى لقبورهم أثر واضح.وزيارة من دفنوا بمدينة العيون حيث توجد مقبرة تحمل اسم مقبرة الشهداء…

– البعد الإنساني: وقوف الأمهات والزوجات والأبناء على هذه البقع الطاهرة، حتى لو كانت مجرد نقطة في الصحراء، هو فعل جبر صامت لاخواطر . إنه تواصل روحي يربط الأحياء بمن قدموا أرواحهم، ويؤكد أن ذكراهم راسخة في ذاكرة الوطن.

– البعد الوطني والرسالة: في ظل التطورات السياسية، تبعث هذه القافلة برسالة واضحة للمجتمع الدولي فقضية الصحراء ليست مجرد ملف سياسي أو حدودي، بل هي قضية دم ووفاء وتضحيات جيل كامل؛ تضحيات هي أساس شرعية الموقف المغربي.

– دعوة للالتفاتة الاجتماعية: “الشهيد حيٌ في الذاكرة”

لقد قدمت أسر الشهداء ضريبة الوطن كاملة، عاشت بسببها سنوات طويلة على هامش الاهتمام الاجتماعي.

إن رمزية زيارة القبور من خلال هذه القافلة,يجب أن تتجاوز الإطار العاطفي إلى التفعيل العملي لملف الإنصاف الاجتماعي والحقوقي. يجب أن تكون تذكيرا للجهات المسؤولة بضرورة:

1-جبر الضرر المُستحق وذلك بالعمل على تسوية الأوضاع الاجتماعية لهذه الأسر، التي عانت من غياب الدعم الكافي لسنوات، لضمان عيش كريم لأرامل وأبناء الأبطال.

2- تكريم مستدام لأن الاكتفاء بالتكريم المعنوي غير كافٍ. يجب أن تكون هناك التفاتة اجتماعية شاملة ومستدامة تليق بمن ضحوا بالغالي والنفيس، لتشعر هذه الأسر بأن الدولة بأكملها تحمل عبء غياب عائلها.

فالوفاء إذن للشهداء لا يكتمل إلا بـالوفاء لأسرهم. فالأمة التي لا تكرم أبطالها وأبناءهم، هي أمة تنسى الأساس الذي بنيت عليه أمجادها…