جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

في صباح هادئ من صباحات أوريكة، كُسر السكون بخبر مؤلم؛ رضيع حديث الولادة، يُرجح أنه ذكر، وُجد متروكاً بلا حول ولا قوة بالقرب من المركز التجاري العگرب خلف دار الفلاحة. جسد صغير ما يزال يحمل دفء الولادة، لكن احتضانه الأول جاء من الصدفة لا من صدر أم.
المشهد كان صادماً لكل من عاينه، إذ عبّر سكان المنطقة عن عميق حزنهم واستنكارهم، ورأى كثيرون في هذا التخلي جرحاً إنسانياً لا يندمل. أحاديث الناس حملت غضباً وشفقة، واستعجالاً للمطالبة بردع كل من قد يضع طفلاً في مواجهة هذا المصير القاسي.
وفور العثور على الرضيع، سارعت الساكنة إلى إبلاغ السلطات المحلية بقيادة أوريكة، ليباشر عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي تحقيقاً دقيقاً في ظروف هذا التخلي المؤلم، أملاً في كشف من يقف وراء هذه الحادثة التي هزّت قلوب الجميع.
ولم يُترك الرضيع طويلاً في تلك العزلة، فقد تم نقله إلى جناح الأطفال المتخلى عنهم بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس في تحناوت، حيث وجد أخيراً يداً تمتد إليه ورعاية طبية تضمن له بداية أكثر أماناً في حياته القصيرة.
قصة هذا المولود ليست مجرد خبر عابر… إنها صرخة في وجه كل قسوة، وتذكير بأن أبسط حق للإنسان يبدأ منذ اللحظة الأولى: ألا يُترك وحيداً.
