الدار البيضاء دار الشباب النجمة… حين تتحوّل العدسة إلى أفق جديد

ارض بلادي :ق .محمد مصر

في يوم يفيض بطاقة الإبداع، احتضنت دار الشباب النجمة بمدينة الدار البيضاء ورشة تكوينية غير مسبوقة في فن التصوير وأخلاقياته، نظمتها جمعية لخضر لفن الملحون والتراث العيساوي والتنمية المستدامة بتنسيق مع جريدة أرض بلادي.

كان الحضور لافتاً، والفضاء مشبعاً بشغف الشباب الذين جاؤوا ليكتشفوا كيف تتحوّل الكاميرا من مجرد آلة، إلى أداة رؤية وبناء معناه.

المؤطر السينمائي عمر الإبراهمي، مخرج وصاحب شركة للإنتاج، اختار أن يبدأ من الجذور: من فلسفة الصورة قبل تقنياتها. تحدّث عن مسؤولية المصور قبل اللقطة وبعدها، عن حدود الأخلاق وسط زحمة الأحداث، وعن تلك المسافة الشفافة بين احترام الإنسان وبين توثيق الحقيقة. وبعدها انطلق في شرح تفاصيل دقيقة حول معدات التصوير، وكيفية التعامل مع الانعكاس، وفهم وظيفة كل زر داخل آلة التصوير، بلغة بسيطة واحترافية في آن واحد.

 

وفي الجزء العملي، حوّل المؤطّر محمد مصر القاعة إلى ورشة نابضة بالحياة؛ المشاركون يتنقلون بين الإضاءة والزوايا، يجرّبون، يخطئون، يصحّحون، ويتعلمون. تمارين تقنية دقيقة ركزت على قراءة المشهد، ضبط الإعدادات، والتعامل مع الظل والضوء باعتبارهما شريكين أساسيين في كل لقطة.

وسط هذا الجو الحماسي، قدّم لخضر حمزة، رئيس الجمعية، كلمة قوية أكد فيها أن هذه الورشة ليست نشاطاً عادياً، بل جزء من رؤية طويلة المدى تهدف إلى تمكين الشباب من مهارات حقيقية تمثّل قيمة مضافة في حياتهم المهنية والشخصية.

وقال بالحرف:

“نحن لا نقدّم تكوينات ظرفية… نحن نفتح أبواباً. نؤمن بأن كل شاب يحمل داخله مشروعاً يمكن أن يُغيّر حياته، وما نقوم به اليوم هو منح الشرارة الأولى فقط.”

 

وأضاف أن الجمعية، إلى جانب جريدة يقين 24، ملتزمتان بمواصلة هذا النوع من البرامج، لأن دعم الشباب “ليس مجاملة… بل واجب تنموي”.

 

الورشة انتهت، لكن أثرها ظلّ واضحاً على وجوه المشاركين.

خرجوا ليس فقط وهم يعرفون كيف يلتقطون صورة… بل وهم يدركون أن الصورة مسؤولية ورسالة وصوت