جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي-

تعد الدورة الثانية والعشرون لمهرجان مراكش الدولي للفيلم فرصة مثالية للاحتفاء بالسينما العالمية، حيث تجمع أبرز المبدعين من مختلف بقاع الأرض وتسلط الضوء على أحدث التطورات في صناعة الفن السابع. وفي هذا السياق، تبرز ورشات الأطلس كإحدى المبادرات البارزة في المهرجان، إذ تساهم في تمكين جيل جديد من السينمائيين المغاربة والعرب، وتعد خطوة هامة نحو تعزيز السينما المستدامة والمستقبلية في المنطقة.
ورشات الأطلس، التي تُنظم من 30 نوفمبر إلى 4 ديسمبر، تُعد من أبرز البرامج التدريبية في المهرجان، حيث تجمع حوالي 60 مشاركًا من مختلف أنحاء أوروبا و العالم العربي و إفريقيا. منذ انطلاقها في عام 2018، أصبحت هذه الورش منصة أساسية لدعم الشباب المبدع، وتوفير الفرص لتبادل الخبرات والمعرفة في مجالات مثل الكتابة والإنتاج السينمائي.
التنوع الثقافي في المشاريع المشاركة هو السمة الأبرز في هذه الدورة، حيث يشهد البرنامج مشاركة 28 مشروعًا سينمائيًا من دول مختلفة، مما يعكس التوجهات الحديثة للسينما في العالم العربي وإفريقيا، ويجعل المهرجان منصة عالمية للسينمائيين الجدد. من بين هذه المشاريع، يتم استعراض خمسة أفلام روائية طويلة في مرحلة التطوير، ضمن قسم “نظرات على الأطلس”، مما يوفر للمشاركين فرصة قيمة للحصول على آراء وملاحظات من محترفين دوليين.
وتعتبر المخرجات المغربيات الشابات مثل باسم رقيوي، وزينب واكريم، وليلى المراكشي، وأسماء المدير، بمثابة رموز جديدة للسينما المغربية الحديثة. مشاركتهم في المهرجان تعكس قوة حضور المبدعين الشباب في الساحة السينمائية، ويسهمون بذلك في إبراز ملامح جديدة للسينما المغربية.
في هذه الدورة، سيكون محمد زين الدين من بين الأسماء البارزة التي سيعرض فيلمه الروائي الجديد، حيث سيعرض لأول مرة مشاهد من هذا العمل الذي يتوقع أن يكون نقطة تحول في مسيرته السينمائية.

إلى جانب ذلك، تؤكد الفنانة المغربية راوية على أهمية “السينما المستقبلية” في سياق هذه الدورة، مشيرة إلى أن السينما المغربية قد حققت نجاحًا كبيرًا في المهرجانات الدولية، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في مجالات الإخراج والتشخيص. كما أضافت أن هذه النجاحات تعزز من قدرة السينما المغربية على التأثير عالميًا، وتعكس تطورًا مستمرًا في صناعة السينما.
في الختام، تظل ورشات الأطلس حجر الزاوية في تمكين الشباب وتحفيزهم على الإبداع، وتمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للسينما المغربية والعربية في المشهد الدولي.
