تحرير نصيرة بنيوال ـجريدة أرض بلادي
تحت رئاسة الدكتور عمر أعنان النائب البرلماني وإدارة متميزة لبشرى حسني… نخب جهة الشرق تجمع على الإشادة بالحكامة الملكية والدبلوماسية المغربية الرصينة
وجدة – 27 دجنبر 2025
في عرس فكري ونضالي بامتياز، احتضن مقر دار فجيج بمدينة وجدة ندوة وطنية كبرى نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت عنوان: «القرار الأممي 2797 ومسار تسوية النزاع في أفق تكريس الواقعية السياسية بمنظور الشرعية الدولية». ولم تكن هذه الندوة مجرد محطة تنظيمية أو وقفة وفاء لروح الشهيد عمر بنجلون، بل تحولت إلى منصة وطنية جامعة للتأكيد على متانة الإجماع الشعبي حول القضية الوطنية الأولى، والتلاحم الراسخ خلف الدبلوماسية الملكية الحكيمة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
استهل اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني، في أجواء تنظيمية دقيقة أشرفت عليها الأستاذة إكرام حفيان، التي برزت كإحدى ركائز نجاح هذا الموعد الوطني؛ إذ كانت “العين المراقبة” التي سهرت بحرص شديد على أدق تفاصيل الإخراج والتنظيم.
فيما تولت الأستاذة بشرى حسني تسيير أشغال الندوة بكفاءة عالية وحس وطني صادق، حيث أبانت عن قدرة متميزة وحماس منقطع النظير في إدارة النقاش وتوجيه المداخلات ببلاغة واقتدار، ما نال استحسان الحاضرين وأضفى حيوية نضالية على المنصة.
مداخلات تأطيرية ورؤية سياسية واضحة
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عمر أعنان، الكاتب الإقليمي للحزب والنائب البرلماني، أن الوحدة الترابية قضية وطنية جامعة لا تقبل المزايدة تحت المظلة الملكية الحكيمة و الرشيدة ، مشددا على أن الوفاء للشهداء يتجسد في الاستمرار في بناء مغرب ديمقراطي قوي بوحدته. 
تلت ذلك كلمة تأطيرية بليغة للأستاذ عبد السلام الموساوي، الذي وضع الندوة في سياقها السياسي، مبرزا أهمية القرار الأممي الأخير في تكريس التحول النوعي للدبلوماسية المغربية. كما شهد اللقاء مداخلة سياسية قوية للأستاذ لحبيب السهلي باسم الحزب، استعرض فيها الثوابت الوطنية والمواقف التاريخية الراسخة “لحزب الوردة”.
نصيرة بنيوال: فلسفة «الفتوحات المستمرة»
وفي مداخلة فكرية لافتة، قدمت الأستاذة نصيرة بنيوال قراءة عميقة لمفهوم السيادة باعتباره منظومة متكاملة، مسلطة الضوء بذكاء بليغ على ما سمته بـ «الفتوحات المستمرة» للدولة المغربية: من الفتح السياسي في عهد الملك الراحل محمد الخامس، إلى الفتح الترابي في عهد الملك الحسن الثاني، وصولا إلى عهد النفوذ والفتح الدبلوماسي والتنموي بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث غدت المبادرة المغربية المرجعية الدولية الوحيدة للحل.
بثينة حساني: الدبلوماسية الهادئة بلغة “موليير”
بتألق لافت، قدمت الأستاذة بثينة حساني مداخلة وازنة صاغتها بلغة “موليير” الراقية، حيث وجدت في اللغة الفرنسية فضاء للتعبير ببراعة عن نضج الحكامة المغربية. وأكدت حساني أن الانتصارات الدبلوماسية المتتالية والانتصار الأممي الأخير ليسوا وليدي الصدفة، بل هم ثمرة يانعة لرؤية ملكية هادئة، رصينة، وحكيمة، جعلت من المغرب قوة تفاوضية يعتد بها دوليا.
تواصل رقمي وتأصيل أكاديمي
وعبر تقنية البث المباشر من الرباط، تابع الحضور مداخلة وازنة للسيد أمين بنجلون، الذي قدم رؤية فلسفية عميقة، معتبرا أن ممارسة السياسة في العصر الجديد ، هي “الأثر والبناء وما يحمله الفرد لوطنه من عطاء”.
تلا ذلك الاستماع إلى مقتطف من الخطاب الملكي السامي بتاريخ 31 أكتوبر، ليفسح المجال للمداخلة المركزية التي قدمها الدكتور محمد بوبوش، أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث قام بتفكيك أكاديمي دقيق ورصين لمضامين القرار 2797، مبرزا انتصار الواقعية السياسية المغربية كمرجعية دولية وحيدة وجدية لحل النزاع المفتعل.
نبض المجتمع والمهنة
شهدت الندوة مداخلات نوعية عكست تنوع الفاعلين:
السيد جدلة قدور : رئيس جمعية مهنيي سيارات الأجرة، الذي نقل نبض الشارع بصدق، مؤكداً فخر المهنيين بدورهم كـ “سفراء يوميين” للسيادة الوطنية وصندوق أسرار المواطن الوفي.
الأستاذ عبد اللطيف مكروم: رئيس المنظمة المغربية لإحياء التراث، الذي شدد على أهمية المجتمع المدني كشريك أساسي في ترسيخ قيم المواطنة والدفاع عن الثوابت.
و مسك الختام: أدب السيادة وروح الجماعة
واختتمت أشغال الندوة بتدخل أدبي راق للإعلامي والكاتب القصصي الكبير الأستاذ عبد القادر بوراص،
الذي ألقى مقتطفا من الشعر البدوي الجزلي لكاتبه برية المجدوب بعنوان «الرايس»، في لحظة تلاحم فيها الفكر بجمال التراث. وتوج اللقاء بتوزيع الشواهد التقديرية وحفل شاي على شرف الحضور.
إن هذا النجاح الباهر هو ثمرة تضافر جهود عضوات وأعضاء ومنخرطي حزب الاتحاد الاشتراكي بوجدة، الذين شكلوا “روح المجموعة” لهذا العرس الوطني، مؤكدين أن المغرب سيظل دولة سيدة في قرارها، قوية بوحدتها، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
