جريدة أرض بلادي _مصطفى لغتيري_
على امتداد أيام من زمننا الثقافي، أعدت الصحافية الاديبة سماح عادل ملفا مهما نشرته في “كتابات” واختارت ان تعنونه ب”النساء والكتابة”، حاولت من خلاله تلمس أهم ما يميز الكتابة عند المرأة الكاتبة على امتداد الوطن العربي، والصعوبات والعراقيل التي تواجهها ككاتبة تحاول أن تصوغ أدبيا رفقة أخيها الرجل أحلام وهموم وقيم الإنسان في هذه الرقعة من البسيطة، وقد كانت المناسبة سانحة ليجس الممتبع نبض الكتابة لدى الجنس اللطيف من خلال اسئلة دقيقة، قدمتها الصحافية المثقفة والتي ابانت عن متابعة جيدة، وأجوبة تنوعت واختلفت حسب كل كاتبة على حدة، فمنهن من ذهبت إلى ان قلوب الكاتبات مثقلة ومرتعشة بالخوف، ومنهن من دعت الكاتبة لأن تكون أكثر وعيا بصعوبة الطريق، الذي اختارته لنفسها، فهو ليس طريقا مفروشا بالورود كما يتهيأ للبعض، بل دونه الكد والجد والمعاناة في مجتمع تكبله الأمية، وضعف المقروئية، فضلا عن النظرة الدونية والعدوانية للمرأة عموما والمرأة الكاتبة على الخصوص. ومنهن من انتصرت للمراة الكاتبة باعتبارها تخوض غمارة تجربة الكتابة وهي ند لكينونتها الانثوية، التي لا يخفى على أحد أن هناك من يراها في تعارض مع ذكورية الرجل وذكورية المجتمع معا، هذا المجتمع الذي يحضنهما مع اخيها الرجل، ولكن تقديره لهما مختلف حسب جنس كل منهما، وهناك لحسن الحظ من يقدم كينونتها الإنسانية على ما سواها، ولو أنهم قلة. وهذه النظرة المتناقضة ليست خاصة بالرجل تجاه المراة الكاتبة فحسب، بل هناك من بنات جنسها من تستبطن هذه النظرة كذلك ولو بشكل غير واع، ويزداد الوضع درامية حين تستبطن الكاتبة نفسها هذه النظرة تجاه نفسها، وتتصرف بناء عليها. أما الرجل فحكايته مع الكتابة النسائية قد تكون ماساوية أحيانا حين يعتبرها نوعا من خدش مكانته الاعتبراية الذكورية، التي منحه إياها المجتمع دون جهد مستحق.
وتظل المرأة الكاتبة في عمومها وفية لمفهوم الكتابة كتعبير عن الذات والعواطف، خاصة حين تعتبر الكتابة “غيمة تمطر السعادة، ومساحة للتواصل مع الذات والتعبير بصمت”.
إنه بحق ملف مهم وضخم، بلغت أجزاؤه أربعة عشر جزءا شارك فيه عدد كبير من الكاتبات، أسهمت كل منهن على حدة في إعطاء دفق متواصل للملف، وجعله بالتالي أكثر تنوعا وغنى، مما يؤهله ليكون كتابا مهما، يتيح للنقاد والباحثين مادة مهمة للاشتغال عليها.