جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
دعا مشاركون في ندوة، عقدت اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، إلى إحداث “شارة التنوع” التي ستمكن من التعرف على مدى التزام المقاولات بمحاربة التمييز بداخلها.
وأاضاف المشاركون في الندوة، التي نظمها القطب المالي للدار البيضاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في موضوع “أية تعبئة ملموسة من أجل تنوع مثالي داخل المقاولة؟”، أن هذه الشارة ستساعد على تمييز وتثمين المقاولات الملتزمة بالمساواة في النوع الاجتماعي، وبتعزيز التنوع في القطاع الخاص.
وبهذا الخصوص، قالت رئيسة شبكة We4She والمديرة العامة المساعدة بالقطب المالي للدار البيضاء لمياء مرزوقي إن “هذه الندوة تروم تحليل كيفية تمكن المقاولات الأعضاء في القطب من العمل معا من أجل المساواة في النوع داخل القطاع الخاص”.
كما أبرزت أهمية إحداث مجموعة عمل للاشتغال على تفعيل شارة التنوع، مسجلة بالمناسبة أن المناصفة داخل القطب المالي للدار البيضاء بلغت 55 في المائة بفضل سياسة داخلية إرادية.
وبعد تسليط الضوء على ميثاق تنوع النوع الاجتماعي، الرامي إلى تعزيز التنوع المهني والتمكين الاقتصادي للنساء، أشارت السيد مرزوقي إلى أنه يتضمن أربعة محاور، منها بالخصوص تنوع النوع الاجتماعي في التوظيف، والأجر المتساوي، والتنوع بين الجنسين في الإدارة واللجان التنفيذية ومجالس الإدارة.
ومن جهته، شددت المديرة العامة لمجموعة “فارما 5 ” ميا لحلو فيلالي على أهمية ميثاق تنوع النوع الاجتماعي ، وإحداث شارة التنوع، والتي يمكن التنصيص عليها في طلبات العروض.
وأبرزت، في هذا السياق، التقدم المسجل في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، معربة في الوقت نفسه عن أسفها قائلة” على أي، فإن 20 في المائة فقط من النساء يشاركن في الحياة الاقتصادية”، ولافتة إلى أن الطريق ما يزال طويلا من أجل رفع الفوارق بين الجنسين، والتي ما تزال قائمة إلى اليوم.
وبالنسبة إليها، فإن تعبئة المجتمع المدني يمكن أن تساهم في تحريك الأمور، مؤكدة على ضرورة التحلي بالإرادة السياسية القوية لإقرار المساواة في النوع الاجتماعي.
وأشارت إلى أن المناصفة مترسخة بقوة داخل مجموعتها، وهي “متجذرة في الحمض النووي لفارما” بتعبيرها، مبرزة أن 56 في المائة من المستخدمين هم من النساء، وثلثي اللجنة المديرية هم نساء.
ومن جانبه، استعرض الشريك الإداري بـ DLA Piper كريستوف باشلي التجارب الناجحة بمختلف الدول عبر العالم، ملاحظا وجود مفارقة بين العرض والطلب بالنسبة لمناصب المسؤولية.
ولربح هذه المعركة، دعا باشلي إلى تنظيم لقاءات بين النساء لتقاسم قصص النجاح، والإكراهات والتحديات التي يواجهنها، علاوة على دعوته إلى إشراك الزوج في التقدم المهني لضمان الدعم اللازم للنساء.
وفي الاتجاه ذاته، شدد الرئيس المدير العام لـ Engie North Africa فيليب ميكيل على أهمية فهم الرهانات المرتبطة بالتنوع الاجتماعي، معتبرا أن إحداث شارة التنوع سيتيح تشجيع المقاولات على الانخراط في هذا المسار.
وبرأيه، فإن التربية على كل المستويات مهمة جدا أيضا، لتجاوز التحيزات اللاشعورية الحاضرة بقوة في مجتمعاتنا، فالأمر “يتعلق بقياس تنوع النوع الاجتماعي والتنوع وتحديد أهداف المناصفة، عبر تفعيل مخططات عمل ملموسة”.
فيما اعتبر أوليفيي جيليبر، المدير في Roland Berger ، أن الوعي بأهمية التنوع وتأثيره على النمو أمر ضروري.
من جانبها، أكدت هند بركات، الخبيرة المحاسباتية الشريكة في Pwc، على دور التنوع كمحرك للأداء، مشيرة إلى أهمية دراسة الإكراهات التي تجابه المرأة المغربية.
وأوصت، بهذا الخصوص، بتنظيم قمة تجمع القطاعين العام والخاص لمناقشة الموضوع، وتوقيع شراكات مع الجامعات لتوعية الخريجين بأهمية وضع مخطط المهنة.
وأضافت أن Pwc ” تلتزم بهذا الموضوع لتقدم نموذجا يحتذى به لمقاولة أكثر عدلا ومنصفة، من خلال مخطط عمل وبرنامج لمواكبة المرأة في مخطط المهنة الخاص بها، من خلال خمسة تدابير، هي المراقبة، والتكوين في مجال القيادة، واللقاءات، والعمل الشبكي، والاحتضان”.