الدخول المدرسي بين فرحة التلاميذ و عبء المصاريف :هل المغاربة مستعدون

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

كل سنة، حين يقترب الدخول المدرسي، أجد نفسي أمام مشهد متكرر: فرحة الأطفال وهم يختارون محافظهم الجديدة، ووجوه الآباء شاحبة وهم يحسبون كم ستُرهقهم هذه المناسبة.

 

المؤسف أن المدرسة في المغرب لم تعد فقط فضاء للتعليم، بل تحولت إلى ميزان يقيس مدى صلابة الجيوب. كُتب ولوازم بأسعار ملتهبة، زي موحد يكاد يكون رمزاً لطبقية جديدة، ورسوم تسجيل تبدو وكأنها جبايات مقنّعة. هل هكذا نُشجع أبناءنا على العلم؟

 

الطامة الكبرى أن الدخول المدرسي يأتي مباشرة بعد عيد الأضحى والعطلة الصيفية، وهما مناسبتان استنزفتا أصلاً ميزانيات الأسر. فكيف يُعقل أن نطلب من مواطن عادي أن يتحمل كل هذه النفقات دون أن ينكسر؟

 

نعم، هناك مبادرات خيرية تُوزع الحقائب والكتب، وهي مبادرات تستحق كل التقدير. لكنني لا أستطيع أن أخفي شعوراً بالمرارة: هل التعليم في بلدنا صار ينتظر صدقة من هذا وكرماً من ذاك؟ أليس من واجب الدولة أن تضمن ولوجاً سلساً ومجانياً وحقيقياً للتعليم، بدل أن يظل الهمّ الأول للآباء هو “من أين نأتي بثمن الكتب”؟

 

في النهاية، الدخول المدرسي عندنا صار امتحاناً للآباء قبل الأبناء: التلاميذ يُمتحنون بالأسئلة داخل الفصول، والآباء يُمتحنون بصبرهم أمام لهيب الأسعار. وبين هذا وذاك، يضيع الجوهر: أن المدرسة يجب أن تكون باباً للأمل، لا باباً للديون.