أرض بلادي _ع.ب
شهدت مدينة المهن والكفاءات بإقليم الناظور، يوم الأحد 10 غشت 2025، فعاليات مميزة بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، وهو الموعد السنوي الذي تحتفي فيه المملكة المغربية بأبنائها المقيمين بالخارج، وتؤكد من خلاله على عمق الروابط المتينة التي تجمع الوطن الأم بجاليته المنتشرة في مختلف بلدان العالم.
وفي هذا الإطار، استقبل السيد الكاتب العام لعمالة إقليم الناظور الفاعل الجمعوي والمستثمر طارق بوجيدة، ابن الإقليم والمقيم بإسبانيا، في لقاء مثمر يندرج ضمن سياسة الانفتاح على أبناء الجالية وتشجيعهم على المساهمة في الدينامية التنموية التي يشهدها الإقليم.
وقد طرح السيد طارق بوجيدة، خلال هذا اللقاء، موضوعاً بالغ الأهمية تمثل في رغبته الأكيدة في الاستقرار المتواصل بإقليم الناظور وربط مستقبله المهني والعائلي بوطنه الأم، مؤكداً أن الناظور يمثل بالنسبة له الانتماء والهوية والجذور وأوضح أنه يسعى إلى تعزيز حضوره الاستثماري في المنطقة بمشاريع إضافية، إلى جانب عمله المستمر في إسبانيا، وذلك من أجل تشجيع اليد العاملة المحلية وتوفير فرص الشغل لأبناء الإقليم، إيماناً منه بأن الاستثمار الحقيقي هو الذي ينعكس على المجتمع ويوفر له أسباب التنمية.
ومن جهته، عبّر السيد الكاتب العام لعمالة إقليم الناظور عن دعمه الكامل لهذه المبادرة، مؤكداً أن أبواب العمالة ستظل مفتوحة أمام السيد طارق بوجيدة، كما هي مفتوحة أمام جميع أبناء الناظور من المستثمرين والجالية المغربية المقيمة بالخارج ، كما وعد بمرافقته وتقديم التسهيلات اللازمة من أجل إنجاح مسار استقراره ومشاريعه الاستثمارية المستقبلية، مبرزاً أن السلطات الإقليمية تضع ضمن أولوياتها تشجيع عودة الكفاءات المغربية من الخارج واستقطاب الاستثمارات المنتجة.
وتجدر الإشارة إلى أن السيد طارق بوجيدة سبق أن أنشأ مسبحاً نموذجياً بمنطقة بني بويفرور، على الطريق الساحلي الرابط بين الحسيمة والناظور، بمحاذاة محطة الوقود “طوطال ماسين” ويُعتبر هذا المشروع واحداً من النماذج الاستثمارية الناجحة بالإقليم، إذ لا يقتصر على توفير فضاء عصري للترفيه والاستجمام، بل يساهم أيضاً في تشغيل اليد العاملة المحلية وتشجيع شباب المنطقة على الانخراط في سوق الشغل.
كما أكد طارق بوجيدة أنه يسعى إلى إطلاق مشروع استثماري في المستقبل القريب بإقليم الناظور، مع حرصه على مواصلة نشاطه المهني بإسبانيا، لكنه يرى أن من واجبه كابن للإقليم أن يعود ليستثمر في أرضه ووطنه، وأن يضع تجربته وخبرته في خدمة تنمية منطقته.
هذا اللقاء يعكس بجلاء الرؤية الوطنية الرامية إلى جعل اليوم الوطني للمهاجر محطة عملية للحوار والاستماع إلى تطلعات الجالية، بما يعزز مكانتهم كشركاء في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كما يبرز في الوقت نفسه أن إقليم الناظور يظل أرضاً جاذبة لأبنائه بالخارج، الذين يرغبون في العودة إليه ليس فقط من باب الحنين، وإنما من منطلق بناء مستقبل مشترك يسهم في نهضة المنطقة.
وبذلك، شكّل اللقاء بين السيد الكاتب العام والسيد طارق بوجيدة نموذجاً حياً للتفاعل الإيجابي بين الإدارة وأبناء الجالية، ورسالة واضحة مفادها أن الناظور سيبقى دائماً مفتوحاً أمام كل طاقات أبنائه أينما كانوا.