جريدة أرض بلادي★بقلم: مجيد انهايري★
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني، يوم الاثنين 30 يونيو 2025 على الساعة الرابعة والنصف مساءً، ندوة صحفية للإعلان عن انطلاق الدورة السابعة والثلاثين من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، في أجواء حماسية غلب فيها وهج الحوار الفكري على حرارة الطقس.
لم تقتصر الندوة على بعدها الإعلامي الترويجي، بل تحولت إلى فضاء فكري وثقافي خصب، جمع نخبة من الفاعلين في مجالات الإعلام والفن والجامعة، حيث تم طرح أسئلة جوهرية تتعلق بأدوار الجامعة في ظل التحولات الرقمية والثقافية، ومستقبل التكوين المسرحي في المغرب.
وفي كلمة افتتاحية، أكدت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، رئيسة المهرجان، على ضرورة تحديث التكوينات المسرحية الجامعية، قائلة: “يجب مواكبة التكوينات والأوراش مع العصر الحديث.”، في دعوة واضحة لتطوير البرامج الأكاديمية بما يتلاءم مع التحديات التكنولوجية والرهانات الثقافية والديبلوماسية الراهنة.
وشكّل مطلب إحداث معهد مسرحي متخصص داخل الكلية أحد أبرز محاور النقاش، حيث أجمعت الآراء على أهمية خلق مؤسسة قادرة على مواكبة الزخم الفني الذي يحققه المهرجان سنويًا، وتوفير فضاء مهني لتكوين الطلبة بعيدًا عن العشوائية والمقاربات الموسمية.
كما شدد المتدخلون على أن الجامعة لم تعد مجرد فضاء للتحصيل الأكاديمي النظري، بل أصبحت مطالبة بلعب دور محوري كحاضنة للإبداع الفني، وكمركز لإنتاج معرفة مسرحية منفتحة ومتصلة بالتحولات المجتمعية على المستويين المحلي والدولي.
الندوة سلطت الضوء أيضًا على البُعد الإنساني والدولي للمهرجان، الذي بات يشكل منصة للتبادل الثقافي بين فرق مسرحية من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل من المسرح الجامعي أداة فعالة للحوار بين الشعوب، بما يتماشى مع شعار الدورة: “المهرجان حوار الشعوب”.
ويُرتقب أن تشهد هذه الدورة، التي ستُقام ما بين 10 و15 يوليوز 2025، برنامجًا غنيًا بالعروض المسرحية والورشات والندوات الفكرية، بمشاركة فرق دولية تمثل تجارب فنية متنوعة، ما يمنح المهرجان بعدًا أكاديميًا وفنيًا رفيعًا، ويكرس موقع الدار البيضاء كمركز للإبداع والحوار الثقافي.
لقد كانت الندوة الصحفية بحق انطلاقة قوية لدورة جديدة تعد بالكثير، ليس فقط على مستوى العروض، بل أيضًا على صعيد الأفكار والرؤى والتقاطع الخلاق بين المسرح والدبلوماسية الثقافية.