بين تبذير (الميزانيــات) وتهميش أبناء الشهداء.

جريدة أرض بلادي

في مشهد يثير الكثير من التساؤلات، تُصرف أموال ضخمة من المال العام على جلب

مؤثرين لزيارة ملاعب رياضية، حيث يُغدق عليهم بالسكن في أفخم الفنادق، وتذاكر

الطائرات، والوجبات، وكل أشكال الراحة والترف. هذه المصاريف تُبرَّر تحت غطاء

(الترويج) و(التسويق)، للمنجزات و الإنجازات الرياضية و هذا أمر عادي ولكن الحقيقة

تكشف خللا في ترتيب الأولويات في صرف هذه الميزانيات و من له الأولية في ذلك؟

في المقابل، نجد أبناء الشهداء وأراملهم، الذين فقدوا أعز ما يملكون دفاعا عن الوطن،

يقفون في طوابير الانتظار من أجل حق بسيط في السكن أو منحة دراسية أو علاج،

ليُواجهوا بجواب صادم: (ليس هناك ميزانية).

أليس من العار أن يُفتح باب الخزينة على مصراعيه لمؤثرين لا يجمعهم بالوطن سوى

صورة عابرة أو فيديو قصير، بينما يُغلق في وجه أبناء من بذلوا الدم والروح لحماية

حدوده وسيادته؟

إن أولويات أي دولة تحترم نفسها تبدأ من الوفاء لدماء الشهداء ورعاية أسرهم، لا من

الترفيه الاستعراضي. فالكرامة الوطنية لا تُصان بالصور المعلّبة، بل بتكريم من ضحوا

في صمت، وبتحويل الشعارات إلى حقوق ملموسة ترفع الغبن عن أبنائهم وأراملهم و

أسرهم و تكرمهم وتعوضهم.

ويبقى السؤال: هل سيبقى المال العام رهينا لـ(العروض والفرجة), أم سيجد طريقه يوما

إلى من يستحقه حقاً.

بقلم محمد أحمزاوي ابن شهيد حرب الصحراء المغربية