سارة هكو: ولادة كتاب يلامس القلوب

    بقلم نصيرة بنيوال/ جريدة ارض

          سارة هكو: ولادة كتاب يلامس القلوب

 في يوم السبت، 22 نوفمبر 2025 ، على الساعة الثالثة زوالا، احتضنت إحدى قاعات Le Centre d’Études et de Recherches Humaines et Sociales d’Oujda لحظة استثنائية لا تنسى: حفل توقيع كتاب صديقتي سارة هكو، الموسوم بـ «Vie ordinaire ou extraordinaire». لم تتسن لي بعد فرصة الارتحال بين صفحات الكتاب، لكن ما شهدته يكفي لأدرك أن هذا العمل ليس مجرد كتاب، بل تجربة روحية واعتراف جميل يسبق كشفه.

الغلاف… لوحة تحاكي الروح

الغلاف، قبل أن يكون صورة، هو بوابة إلى أعماق المؤلفة. الوجه المتأمل لسارة، المحاط بخطوط وظلال توحي بصدى تجاربها وهمسات الحياة، يعكس امرأة لا تسترجع الماضي فحسب، بل تعيد قراءة ذاتها بصدق وهدوء. كل تفاصيل الغلاف كأنها تحكي قبل أن يفتح الكتاب، وتدعو القارئ ليغوص في رحلة الذات و الاستثنائي.

العنوان: سؤال يوقظ البصيرة

«Vie ordinaire ou extraordinaire»… أكثر من عنوان، إنه سؤال فلسفي يوقظ البصيرة: هل الاستثنائي في الأحداث أم في زاوية النظر؟ ويؤكد شعارها المضيء:

«Et si l’extraordinaire dépendait de notre regard ?»

 الاستثنائي في منظورنا… في قدرتنا على رؤية الحياة بعيون مختلفة.

حفل التوقيع : نجاح يضيء المكان

في تلك اللحظة التي وقفت فيها سارة أمام محبيها و أصدقائيها و نخبة من المثقفين و الطلبة  ، بدا الحفل وكأنه امتداد لصورتها في الغلاف: هادئة، واثقة، ناضجة، تشع روحها على الحضور. ولحظة ساحرة… كل الحاضرين لم يكتفوا بالمشاهدة، بل اشتروا نسخا من كتابها، ليشهدوا نجاح la séance de dédicaces لأول كتاب لها بشكل باهر، ويؤكدوا أن كلمتها خرجت من القلب ووصلت إلى القلوب.

ان الحفل أكثر من توقيع؛ كان ولادة علنية لكلمة صادقة، وشهادة على أن كتاب سارة ليس مجرد صفحات، بل رسالة للعالم، و دواء يلامس الأعماق.

ولا يمكن أن نغفل دعم la communauté de Figig ، الذي  صنع الفرق . هؤلاء الناس الكرماء، البسطاء في حياتهم رغم ثقل  ثقافتهم و جذورهم، جعلوا الحفل استثنائيا  ،بدفئهم وصدقهم، و شعرت سارة بالعفوية التامة، و جعلوا من  كل لحظة في الحفل ، شعور  من الانتماء و العائلة . تحية كبيرة لأهل فكيك،  فعلا ، طعم السعادة الحقيقي يأتي من العادي، لا من البحث المستمر عن الاستثنائي ….

الكتاب… اعتراف و دواء

رغم أنني لم أقرأ الكتاب بعد، إلا أن كلمات سارة خلال الحفل تقول كل شيء: «كتابي هذا، وإن حمل شيئا من محطات طفولتي ومرضي وتحدياتي….، ليس سيرة ذاتية فقط… إنه كتاب  علاجي. عرضت فيه بعضا من  حياتي لتنسج في النفوس خيوط الإلهام و الصدق، وتوقظ فيها بصيص الفهم والفرح ، وتساعدهم على فهم ذواتهم، وعلى إيجاد معنى آخر للسقوط والقيام.»

  يا لها من رسالة… ويا لسمو روح الإنسان حين يحول ألمه إلى شفاء للآخرين !

                              توصية قبل القراءة

قد يبدو غريبا أن أوصي بكتاب لم أقرأه بعد، لكن معرفتي بسارة— بإنسانيتها قبل فكرها —تكفيني لأؤمن أن هذا العمل سيترك أثرا، وأن كل صفحة منه تستحق أن تقرأ ببطء، بخشوع فكري، وانتباه للقلب قبل العقل.

هذا تأمل أولي، ووعد بالعودة بعد القراءة الكاملة… لكنني أكتب اليوم لأشارك قراء جريدة أرض بلادي نجاح صديقتي، ولأقولها بصوت عال : سارة هكو، كتابك ليس مجرد صفحات، بل ولادة لحظة و فكر و روح….