شجرة الاركان ملقحة و تطوير أصناف جديدة

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

تمكن باحثو المعهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير من تطوير 6 أصناف جديدة من شجرة الأركان، كما تمكنوا ولأول مرة من تسليط الضوء على فكرة شجرة الملقحات من خلال الأبحاث الحديثة. فما هي خصائص هذه الأصناف وما هي مميزاتها؟

يستمر البحث الزراعي في مواكبة التطورات التي تشهدها المملكة في المجال الفلاحي، والبحث عن أصناف جديدة من الزراعات المقاومة للتغيرات المناخية الحالية والتي نتج عنها ارتفاع في درجة الحرارة وندرة في المياه.

 

أصناف ذات إنتاجية عالية

 

وفي هذا الإطار، تم استنباط ، في الفترة الأخيرة، أصناف منتجة ومتجانسة من شجرة الأركان تلبي احتياجات الفلاحين والمستثمرين؛ إذ يؤكد الباحثون الزراعيون أن تطوير أصناف أو مستنسخات عالية الأداء نقطة أساسية يجب مراعاتها لضمان إنتاجية مستدامة ومثالية لشجرة الأركان.

 

وحسب ما أكده الدكتور رشيد بوهرود، أحد الباحثين الخمسة المساهمين في تطوير هذه الأصناف، يتجه المغرب نحو الأركان الفلاحي بهدف تنظيم زراعة الأركان والتخفيف من الضغط الذي تشهده الغابات حيث تنمو هذه الأشجار بشكل طبيعي وعشوائي.

 

وأوضح الباحث بوهرود، في تصريح لـSNRTnews، أن المستثمر في الأركان يبحث عن نتيجة متجانسة وهو الأمر الذي لا توفره البذور الموجودة في الغابات سواء من حيث شكل الشجرة أو مواعيد إنتاجها أو فترة السقي، مبرزا أن الأركان الفلاحي يسهل عملية السقي ويعطي نتيجة متجانسة بين جميع الأشجار المزروعة، وإنتاجية أكبر.

 

ويتماشى هذا التوجه مع توجه الحكومة والمهنيين الذين يسعون إلى مضاعفة إنتاج الأركان بحلول سنة 2030، وذلك عبر الزيادة في المساحات المخصصة له والاستمرار في إعادة تأهيل غابات الأركان.

 

وحسب ما جاء في عقد البرنامج 2021-2030 الموقع بين الدولة والمهنيين، بمناسبة المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، تم وضع هدف مضاعفة المساحات لتصل إلى 411 ألف هكتار، وإلى 10 آلاف طن بالنسبة لزيت أركان.

 

وستتم تعبئة غلاف مالي لبلوغ أهداف عقد البرنامج، من ضمن أخرى، يصل إلى ما يقرب 3,64 مليار درهم، ستساهم فيه الفيدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان FIFARGANE بـ128,27 مليون درهم، مقابل 3,51 مليار درهم كمساهمة من الدولة.

 

وسبق أن أصدر المعهد الوطني للبحث الزراعي ستة أصناف من الأركان منذ حوالي 4 أو 5 سنوات، قبل أن يتم الآن استنباط 7 أصناف جديدة، ليصبح المجموع 13 صنفا جديدا من الأركان الفلاحي.

 

بذور غنية بالزيت

 

ومن أجل تحقيق أهداف استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 لسلسلة الأركان وزراعة الأركان، تعد الموارد الوراثية الفعالة والمتجانسة ضرورية، وفق الباحثين، كما أنها من بين المطالب ذات الأولوية للفيدرالية البيمهنية وأصحاب المشاتل ومنظمات التنمية (الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والمديرية الجهوية للفلاحة والمديرية الإقليمية للفلاحة) والفلاحين، لاختيار الموارد النباتية من خلال استنباط أصناف منتجة، متجانسة ومضبوطة الإكثار تلبي احتياجات الفلاحين والمستثمرين.

 

وفي هذا الإطار، أبرز الباحث المختص في علم الحشرات بوهرود أن الاشتغال على تطوير هذه الأصناف الجديدة بدأ منذ سنة 2009، مشيرا إلى تسجيل هذه الأصناف سنة 2022 في سجل الأصناف الرسمي الذي يشرف عليه المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

 

ويتعلق الأمر بصنف “هموش” الذي يتميز بإزهار قوي ومبكر، وبذور سهلة الكسر وغنية بالزيت.