تحرير نصيرة بنيوال/ جريدة أرض بلادي
تكريم مسار ست سنوات من الريادة بمدرسة المنتزه البلدي – وجدة أنكاد
في أمسية بهيجة يوم 29 يونيو 2025، شهدت مدرسة المنتزه البلدي بوجدة لحظة وفاء واعتراف بالجميل، حيث بادر السيد الفاضل محمد الدرويش، مدير المؤسسة، بمعية الأطر الإدارية والتربوية، إلى تكريم أحد أعمدة العمل الجمعوي بمدينة وجدة ، الرجل الذي أضاء فضاءات المدرسة ومحيطها ست سنوات متواصلة من العطاء اللامحدود:
رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مدرسة المنتزه البلدي وجدة أنكاد السيد عبد اللطيف مكروم
إنه الرجل الذي جمع بين الحكمة والبذل، فقاد على مدى ولايتين متتاليتين الجمعية برؤية عميقة نقلت مفهوم العمل الجمعوي من الاهتمام الضيق بالتلميذ إلى احتضان أسرته ومحيطه. فأسهم في تغيير الصورة النمطية للجمعيات المدرسية، لتغدو جسرا حقيقيا بين المدرسة والأسرة والمجتمع.
مبادرات سباقة تعنى بالإنسان في كليته
أدرك مبكرا أن المدرسة لا تعني التلميذ وحده، بل هي امتداد طبيعي لأسرته وهمومه. فاختار سياسة الانفتاح على كل جمعية أو منظمة أو مبادرة تخدم الطفل في صحته وتعليمه وفرحه وكرامته.
فأبرم شراكات عديدة مع جمعيات ومنظمات تعنى بالصحة والطفولة والبيئة والثقافة، ليضع التلميذ في قلب مشروع إنساني تنموي متكامل.
ففي مجال الصحة، نسق مع أطر طبية و شبه طبية ، مؤسسات و جمعيات و منظمات ، وكان وراء تنظيم قوافل طبية استفادت منها أكثر من 600 أسرة، شملت فحوصات وتحاليل وتوجيهات، بل تكفل أحيانا بشراء الأدوية لمن عجز عنها.
وفي رمضان، لم يترك الأسر المعوزة دون سند، إذ حملت جمعيته القفف الرمضانية التي أضاءت لياليهم بالطمأنينة. ومع العيد، أهدى الأطفال كسوة العيد ليعيشوا بهجته بملابس جديدة.
ومع كل دخول مدرسي، أطلق مبادرات لتوفير اللوازم المدرسية، حتى لا يشعر أي تلميذ بالنقص في أول يوم دراسي.
أما الترفيه والرياضة والصحة النفسية فكانت حاضرة في أولوياته، من خلال دعم الرياضة داخل المدرسة وتنظيم الأنشطة المختلفة التي جعلت منها فضاء رحبا للنمو و الفرح
إنه لم يغفل يوما عن كونه نموذجا للمواطن الغيور، مؤمنا بأن غرس القيم والمبادئ يبدأ منذ نعومة الأظافر.
فحرص على أن يكون التلميذ مشروع مواطن صالح، وزاد ذلك عمقا حين جعل من الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية رفقة الناشئة محطة تربوية بامتياز، يزرع فيها حب الوطن والاعتزاز بالهوية والانتماء، حتى يكبروا مشبعين بروح المواطنة الصادقة، مستعدين لحمل مشعل المستقبل بكل إخلاص.
في زمن الجائحة… معدن أصيل
وحين اجتاح فيروس كورونا البلاد، برز معدنه الأصيل، إذ كان جنديا مخلصا من جنود المملكة الشريفة، وقف كتفا إلى كتف مع قياد الملحقة 18 و الملحقة 13 و الملحقة 15 ، القائدة إكرام بنرزوك و القائد صالح الطيب... ينظم حملات التوعية، و يشارك في تعقيم المؤسسات التعليمية و الصحية و الإدارية والأحياء والشوارع و وسائل النقل….، واضعا سلامة الناس فوق كل اعتبار.
مسار جمعوي ثري يتجاوز رئاسة جمعية الآباء
لكن إنجازاته لم تقف عند حدود مدرسة المنتزه البلدي، بل هو عضو ناشط في عدة جمعيات ذات اهتمام صحي وثقافي واجتماعي، كما يرأس:
المنظمة المغربية لإحياء التراث المغربي القديم، التي تبذل جهدا كبيرا في صيانة ذاكرتنا الوطنية وإعادة الاعتبار لموروثنا العريق.
وجمعية كرم للثقافة والفنون، التي أبدعت في تنظيم مهرجانات وملتقيات أغنت المدينة وأسعدتها فنا وثقافة.
إن هذا التاريخ الذي يمتد على أكثر من 25 سنة من العمل الجمعوي الصادق، جعله مدرسة قائمة بذاتها في البذل ونشر الخير. وقد سبق أن كرمه المدير القدير عبد الحفيظ زعزع في سنوات خلت، ليأتي هذا التكريم الأخير حلقة أخرى في سلسلة الوفاء بينه وبين هذه المدرسة التي لم تعتبره يوما ضيفا، بل واحدا من أسرتها التربوية التي تفخر به دائما.
كلمة شكر و وداع
وفي لحظة صادقة هزت القلوب، ألقى كلمته وسط أسرته الثانية من الأطر التربوية والإدارية وأولياء الأمور، قال فيها :
> بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين.
السيد المدير الحالي محمد الدرويش،
السيد المدير السابق عبد الحفيظ زعزع،
السادة الأطر التربوية والإدارية،
أمهات وآباء وأولياء الأمور،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اليوم أقف بينكم في لحظة امتزج فيها العرفان بالتأمل، حيث أختتم ست سنوات من خدمة هذه المؤسسة العزيزة، التي كانت بالنسبة لي أكثر من مدرسة، بل بيتا ثانيا وأمانة عظيمة حملتها بصدق ومحبة منذ أواخر سنة 2018.
طيلة ولايتي، سعيت رفقة زملائي في مكتب الجمعية، وبتعاون مثمر مع الإدارة وهيئة التدريس، إلى جعل المدرسة فضاء للتعلم والكرامة والفرح، مؤمنين جميعا أن التربية مسؤولية جماعية، وأن خدمة التلميذ وأسرته هي غايتنا الكبرى.
لقد كانت تجربة غنية بالتحديات والمواقف التي علمتني الكثير، وزادتني اقتناعا بأن الشراكة الصادقة بين الأسرة والمدرسة هي أساس كل نهضة تعليمية حقيقية.
أتوجه بخالص الشكر والامتنان للسيدين المديرين محمد الدرويش وعبد الحفيظ زعزع على الثقة والدعم، و لرفقاء دربي في العطاء اعضاء الجمعية و لجميع الأطر التربوية و الإدارية على تعاونهم وإخلاصهم، ولأمهات وآباء التلاميذ على روحهم الإيجابية و مساندتهم.
ولا أنسى أن أخص بالشكر أسرتي الصغيرة، زوجتي العزيزة و أبنائي، الذين تقاسموا معي هذا الحمل، وصبروا على غيابي وانشغالي، فكانوا عوني وسندي في هذه المسيرة.
درس في القيادة الجمعوية
هذا الرجل يثبت لنا جميعا أن الجمعيات ليست بنايات أو وثائق، بل قلوب نابضة بالحب، تنبض لخير الوطن وأبنائه.
وفي وجدة، وبالضبط بمدرسة المنتزه البلدي، شهدنا نموذجا فريدا يحتذى به في القيادة الجمعوية، جمع بين الرؤية المستقبلية، روح الخدمة، والالتصاق الحقيقي بحاجات الناس
تحية إكبار لهذا الرئيس الذي لم يكن رئيسا فحسب، بل كان أبا وصديقا وظهيرا للتلاميذ والأسر، وللمدرسة، وللثقافة والتراث والإنسان أينما حل.
وستظل أسوار مدرسة المنتزه البلدي وجدة أنكاد تروي قصته، لتكون مشكاة تهدي الأجيال المقبلة إلى دروب العطاء اللامشروط….
تعليم أولي متميز بقيادة السيد عبد اللطيف مكروم
في السنة الأولى من ولاية الجمعية، وبفضل القيادة الحكيمة للسيد عبد اللطيف مكروم، قائد التعليم الأولي، شهدت مرحلة التعليم الأولي اهتمامًا خاصا ومبادرات فعالة شملت جميع الأطفال.
تمكنت جميع الأطفال من الاستفادة من فحوصات طبية مجانية كاملة، شملت الكشف عن الصحة العامة، النظر، السمع، وغيرها من الفحوصات الضرورية التي ساهمت في اكتشاف وعلاج العديد من الحالات في وقت مبكر.
إلى جانب الجانب الصحي، تم تنظيم أنشطة ترفيهية وتعليمية تجمع بين المرح والتربية، مع التركيز على غرس القيم الوطنية والهوية المغربية، ليكون الطفل الصغير بداية رحلته التربوية في بيئة مشجعة ومحفزة.
لقد شكّل هذا التوجه بقيادة السيد عبد اللطيف مكروم نموذجًا ناجحا في التعليم الأولي، حيث تم تأهيل الأطفال ليبدأوا مسيرتهم التعليمية بصحة جيدة، نفسية مستقرة، وقيم راسخة.
للاطلاع على تفاصيل أكثر حول هذا العمل المبارك ومراحل تنفيذ المبادرات، يمكن زيارة الرابط التالي:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02DEaZQ8xuePryQPtBNPEsjwYWqbQR1UYNAKrrVyddGJksH4mFQ1M932UDBpGSrJBql&id=100063597926689&mibextid=Ni