جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
في تطور ميداني لافت، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بإصابة 16 من جنوده في هجوم استهدف آلية عسكرية متخصصة من نوع “بوما” جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل وسط اشتباكات عنيفة حالت دون إجلاء المصابين.
وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن عملية التعرف على هوية الجنود الذين قضوا داخل المركبة تطلبت وقتاً طويلاً بسبب تفحم الجثث، الأمر الذي أجبر الجيش على سحب المدرعة بما فيها إلى داخل إسرائيل، بعد فشل محاولات الإخلاء الجوية نتيجة احتدام المعارك في محيط المكان.
وأوضحت المصادر ذاتها أن منفذي الهجوم ما يزالون مجهولي الهوية، فيما تعرضت فرق الإنقاذ لهجمات إضافية من قبل المقاومة أثناء محاولتهم الوصول إلى الموقع، وسط استمرار عمليات التمشيط والبحث عن جنود مفقودين في المنطقة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات العسكرية الإسرائيلية.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، مسؤوليتها عن تنفيذ كمين معقد استهدف وحدة من جنود الاحتلال داخل منزل مفخخ في جنوب خان يونس، مستخدمة قذائف “الياسين 105” و”آر بي جي”، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية. كما أفادت بتدمير دبابة من نوع ميركافا في نفس المنطقة.
من جهتها، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت تجمعات للجنود بقذائف هاون شمال خان يونس، إلى جانب تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار أسفرت عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية.
وتأتي هذه الهجمات في إطار رد الفصائل الفلسطينية على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت دماراً هائلاً ومجازر يومية بدعم غربي، رغم صدور قرارات دولية تدعو إلى وقف العدوان.
ووفق الإحصاءات الرسمية لجيش الاحتلال، فقد بلغ عدد قتلاه منذ بداية الحرب 871 ضابطاً وجندياً، بينهم 428 سقطوا منذ انطلاق العملية البرية أواخر أكتوبر. كما أصيب أكثر من 6 آلاف عنصر، بينهم حوالي 2,738 خلال المواجهات داخل غزة.
في المقابل، تشير المعطيات الفلسطينية إلى أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي فاق 188 ألفاً بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن آلاف المفقودين وموجة نزوح جماعية شردت أكثر من مليون ونصف إنسان، وسط مجاعة خانقة تفتك بالمدنيين في ظل الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 18 عاماً.