جريدة أرض بلادي- م. بوشتة-حميد نوادي-
نظم قدماء تلاميذ مدرسة دار الحداد بتعاون مع المجلس الجماعي لبلدية سيدي رحال الشاطئ،صباح يوم الاحد 30 يناير الجاري،بالمركز المتعدد الاختصاصات حفل تكريم الأستاذ عبد الرحمان سفيان،الذي أحيل على التقاعد بعد انتهاء المدة القانونية لمزاولته مهنة التدريس، اعترافا له بمجهوداته وبما قدمه لمجال التربية والتكوين.
الحفل حضره بعض أفراد أسرة المحتفى به،إلى جانب بعض قدماء تلاميذ مدرسة دار الحداد التابعة لمديرية وزارة التربية الوطنية ببرشيد،الذين أبوا إلا أن يحضروا حفل تكريم مدرسهم والادلاء بشهاداتهم في حقه.
في البداية ألقى بن خي أحد التلامذة كلمة مقتضبة أكد في سياقها أن قدماء تلاميذ مدرسة دار الحداد يسرهم أن يجتمعوا في هذا اليوم التاريخي لتكريم قامة تعليمية،أفنت حياتها في تربية الأجيال،أستاذ ترك في نفوس تلامذته أثرا لن ينمحي،بما زرعه من بذور العلم والمعرفة.
وقال مصطفى مونجي المستشار الجماعي والفاعل الجمعوي والذي تتلمذ على يد الأستاذ سفيان،تغمرني فرحة كبيرة وانا أجدد اللقاء بأستاذي الفاضل عبد الرحمان بعد أكثر من سبعة وأربعين سنة،الأستاذ ،لقد كان نعم الأستاذ ونعم المربي،وقد تحمل مبادرة اليوم دلالات قوية تبرز متانة العلاقات التي كانت تجمعني انا وأصدقائي التلاميذ معه.
وأضاف مونجي اليوم إذ نتوجه بالتكريم للأستاذ سفيان إنما نكرم مهنة العلم في شخصيته النبيلة،وفي هذه الفسحة الزمانية لن يسعفني الوقت للوقوف عند تعداد خصال الأستاذ،بعد رحلة من العمل المهني، وسفر طويل في مسيرة العطاء التربوي والتعليمي،رحلة زادها الصدق ومسيرة خطاها الجهد النقي،وما عايشته ولمسته من الأستاذ هو حسن التواصل والانضباط والإلتزام،والجدية والحزم والصبر والسعي نحو العطاء، والحديث عن خصال وأخلاق الأستاذ قد ويطول ويطول، كما أن هذا الحفل هو رسالة للأجيال الصاعدة التي عليها أن تحترم الأستاذ وتقدره.
مضيفا أن كل التلاميذ الذين جاوروا الأستاذ سفيان سيبقون ولا شك مدينين له دوما،معتزين بمعرفته مفتخرين بكل ما بذله من جهد لصالحهم وللوطن،لانه امتهن مهنة التدريس بقلب محب.
كما حطمت المبادرة الحواجز الوهمية التي يحاول البعض خلقها بين المدرس والتلميذ،حيث عبر التلاميذ القدماء الذين حضروا الحفل،على أن العلاقة الطيبة التي كانت تربطهم بأستاذهم ومدرسة دار الحداد،لاتزال راسخة عنوانها الصدق والتعاون،حتى بعد نهاية مسارهم التعليمي.
وأجمع المتدخلون أن حفل اليوم ليس لحظة تكريم عابرة،بل هي تجديد الصلة والتواصل مع أطر خدمت هذا البلد لمدة من الزمن، وتخرجت على أيديهم أجيال وأجيال،في مقدمتها الأستاذ عبد الرحمان.
من جهته عبر الأستاذ عبد الرحمان سفيان عن سعادته وهو وسط ثلة من تلامذته الأوفياء،الذين كان له شرف تعليمهم،وأن أغلى ما اكتسبه هو احترامهم الذي حضي به في قلوبهم، وأن شهاداتهم في حقه تبقى وسام فخر سيظل يعتز به،وشكر المكرم تلامذته الذين فكروا في إقامة هذا الحفل وفي مقدمتهم مصطفى مونجي وعبد السلام بن خي وكل الذين معهم وكل الحضور،وتوجه في الأخير إلى الله أن يتقبل منه العمل الخالص،وأن يتقبل من تلامذته الوفاء.
ويذكر أن الأستاذ عبد الرحمان سفيان رأى النور سنة 1952بمنطقة بزو إحدى دوائر أزيلال بجهة بني ملال خنيفرة، تابع دراستة ببني ملال وتخرج من مركز تكوين المعلمين سنة 1970،ليتم تعيينه بمدرسة دار الحداد التي قضى بها 11سنة،عاد بعدها إلى مدينة الفقيه بن صالح إلى أن تقاعد سنة 2012.
وفي نهاية الحفل تم تقديم هدايا تذكارية للمكرم مع أخذ صور تذكارية.
ويبقى التكريم مبادرات انسانية يجب أن تشحن بطاريات العرفان، وتزيد من تناسل روادها،كما تقوي الصمود وتبرز بجلاء القدوة والمثال،عوض أن تكون مواعيد لإعلان وفاة روادها،خصوصا فئات المتقاعدين الذين يحظون بالكاد بتكريم وعرفان تقليدي يذكرهم بقرب رحيلهم.