جريدة أرض بلادي – عبد الفتوح كريمة –

كشف تقرير حديث لمكتب الإحصاء الأوروبي عن أن مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين سجّلتا مستويات مرتفعة للغاية من الفقر، ما جعلهما ضمن أكثر عشر مناطق أوروبية تعرضًا لخطر الفقر في عام 2024.
ووفقًا للتقرير، فقد شهدت المدينتان تدهورًا ملموسًا بعد تشديد المغرب القيود على عبور البضائع ووقف ما كان يُعرف بـ”التهريب المعيشي”، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على سبل عيش السكان المحليين وزاد من هشاشة الاقتصاد في المنطقتين.
وأظهر التقرير أن نسبة خطر الفقر تجاوزت 27% في المدينتين، مع وصول مليلية إلى 41.4%، لتحتل بذلك المرتبة الثانية على مستوى أوروبا، بزيادة صادمة تزيد عن عشرة نقاط مقارنة بعام 2023، حين بلغت 30.8%. أما سبتة فسجلت نسبة 34.6%، أي أكثر من ضعف المتوسط الأوروبي البالغ 16.2%. هذه الأرقام تعكس تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة تعيشها المدينتان.
وأشار الإحصاء الأوروبي إلى أن هذه المؤشرات تعكس واقعًا اجتماعيًا دقيقًا يزداد تفاقمًا بفعل التغيرات في العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المغرب، ما يجعل معالجة الفقر تحديًا كبيرًا أمام السلطات الإسبانية من حيث السياسات الاجتماعية والاقتصادية.
وعلى صعيد المناطق الإسبانية الأخرى، جاءت الأندلس في المرتبة 17 ضمن الاتحاد الأوروبي بنسبة خطر فقر بلغت 29.2%، تلتها إكستريمادورا في المرتبة 21 بنسبة 27.5%، ثم كاستيا لا مانتشا في المرتبة 23 بنسبة 27.4%.
أما المناطق الإسبانية الأقل تعرضًا للفقر فكانت بلاد الباسك بنسبة 9.4%، تليها جزر البليار بنسبة 11.3% وكاتالونيا بنسبة 12.9%.
