جريدة أرض بلادي – محمد محسين الادريسي –
لم تكن رحلة نبيل وزاع في العمل الحقوقي مجرد تجربة عابرة، بل كانت مسيرة مليئة بالتحديات، بدأها بين 2014 و2017 كمناضل في صفوف المنظمات الحقوقية دون عضوية رسمية أو منصب قيادي. لكن في 2018، جاءت نقطة التحول حين تم انتخابه رئيسًا للمكتب الإقليمي للمنظمة في عمالة المحمدية، وهو المنصب الذي مكّنه من تحقيق العديد من التدخلات لصالح المواطنين.
خلال فترة رئاسته، وقع المكتب الإقليمي أكثر من 3500 بيان تضامني، محققًا نسبة نجاح بلغت 60%، رغم العراقيل التي واجهها من المركزية. ومع ذلك، واجه نبيل وزاع لحظات إحباط، دفعته إلى اتخاذ قرار الاستقالة من رئاسة المكتب، بل كتب خطاب الاستقالة واستعد لإرساله رسميًا.
في تلك الليلة، تلقى رسالة عبر “المسنجر” من سيدة لم يكن يعرفها شخصيًا، لكنها كانت تتابع نشاطه الحقوقي. استفسرت عن سبب رغبته في الاستقالة، وبعدما شرح لها الأسباب، كان ردّها بسيطًا لكن عميق التأثير:
كانت تلك الكلمات نقطة تحول في قراره، حيث أعادت إليه الحافز لمواصلة مسيرته. تخلى عن فكرة الاستقالة، واستمر في عمله الحقوقي، ليس فقط كرئيس مكتب إقليمي، بل بدأ يطمح لمنصب قيادي أكبر. وبفضل الجهود الجماعية لفريقه، تحقق الطموح، وتم اختياره لاحقًا لترأس الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد.
بعد توليه هذا المنصب، قاد نبيل وزاع المنظمة نحو إنجازات كبرى، حيث تمكنت من إصدار أكثر من 7800 بلاغ تضامني، وارتفعت نسبة النجاح إلى 70%. كان لهذا العمل أثر كبير على المواطنين، مما عزز دور المنظمة في الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الفساد.
أما السيدة التي لعبت دورًا حاسمًا في استمرار مسيرته، فهي المهندسة فاطمة العبوس، المراقبة العامة للمنظمة، والتي أثبتت أن الكلمة الصادقة يمكنها أن تغير مصير إنسان.
اليوم، يواصل نبيل وزاع مسيرته الحقوقية، مؤمنًا بأن النضال الحقيقي ليس بعدد المناصب، بل بما يقدمه الإنسان من أثر إيجابي في حياة الآخرين. تحت شعار “الله، الوطن، الملك”، يستمر وزاع ورفاقه في المنظمة في حمل رسالة الدفاع عن حقوق المواطنين ومحاربة الفساد، واضعين الصبر و الإصرار أساسًا لكل نجاح.