جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
احتضنت مدينة وادي زم ندوة وطنية خُصّصت لاستحضار المسار التاريخي للتحرير واستكمال بناء الدولة الحديثة، وذلك تحت شعار: “سبعون سنة من الاستقلال: دراسة تاريخيّة في مسارات التحرير وترسيخ المكتسبات الوطنيّة”.
وشكّلت هذه الندوة مناسبة علميّة وثقافيّة جمعت باحثين
وأكاديميين من مختلف المؤسسات لإلقاء الضوء على القيم والدلالات التاريخية الندوة وطنية بوادي زم تستعرض سبعين سنة من مسارات التحرير وترسيخ المكتسبات الوطنيةتي رافقت مرحلة الكفاح الوطني.
وفي مستهلّ اللقاء، عبّر المتحدّث الافتتاحي الاستاذ محمد مكظوم المكلف بالمكتب المحلي المندوبية السامية المقاومة و جبش التحرير بمدينة وادي زم عن تقديره للدور الأساسي الذي تضطلع به الصحافة المحلية، مثمّنًا مواكبتها المستمرة للفعاليات الوطنية وحرصها على المساهمة في تعزيز الوعي بقضايا الوطن وتحدياته.
★الأغنية الشعبية ودورها في التعبئة الوطنية★
استعرض الدكتور عبد الرزّاق الفروزي جانبًا مهمًّا من الذاكرة الوطنية، من خلال مداخلة خصّصها لدور الأغنية الشعبية في شحذ همم الجماهير والمقاومين زمن الاستعمار. وقدّم الباحث نماذج حيّة من أغانٍ انتشرت آنذاك في مختلف مناطق المغرب، مبرزًا قدرتها على بثّ الحماس وتعزيز روح التضحية.
★القيم الوطنية في شخصيات المقاومة★
من جهته، توقّف الدكتور الهاشمي عند القيم الوطنية والإنسانية التي تميّز بها المقاومون والمجاهدون المغاربة. واستند في عرضه إلى نصوص وشهادات تُجسد هذه القيم في شخصيات بارزة مثل عبد الكريم الخطابي والملك محمد الخامس، مشدّدًا على التوافق العميق بين البعد الديني والوطني في مشروع التحرير.
★الدين كمحفّز للكفاح من أجل الحرية★
كما تناول الدكتور الزايدي الطويل، الأستاذ بالمركز الجامعي بالقلعة السراغنة، التأثير المحوري للقيم الدينية—من تعاون وصدق وحرية وعدل—في تشكيل الوعي المقاوم. وساق الباحث عدداً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي أبرزت ارتباط الدفاع عن الوطن بالمبادئ الدينية، معتبرًا أنّ هذه المرجعية كانت من أهم مصادر الإلهام لدى رجال المقاومة.
★من الاستقلال إلى بناء الدولة الحديثة★
أما السيدة كوثر السملالي، ممثلة المكتب المحلي بوادي زم ، فقد قدّمت قراءة تاريخية بعنوان: “الاستقلال المغربي بين الأسطورة واليوم: الوحدة، نهضة التنمية، والرؤية الدبلوماسية”. واستعرضت خلالها أبرز محطات بناء الدولة المغربية الحديثة منذ بزوغ الحركة الوطنية إلى اليوم، مع التركيز على ملامح المشروع المجتمعي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وما عرفه المغرب من تطور في مسارات الوحدة والتنمية والدبلوماسية.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية ربط الأجيال الحاضرة بذاكرة الكفاح الوطني، وتعزيز الوعي بقيم التضامن والوحدة التي شكّلت أساس مسيرة الاستقلال وبناء المغرب الحديث.
