جريدة أرض بلادي- بقلم: ليلى التجري
انتشرت في الآونة الأخيرة عروض عمل تستهدف أصحاب الكفاءات العليا من المغاربة للعمل بدول المهجر منها دول كندا ،أمريكا ، ألمانيا..
هنا يطرح الاشكال:ما الأسباب وراء هجرة المغاربة من ذوي الكفاءات العليا؟وما الخسائر المترتبة عن ذلك ؟ولماذا اختيار المغرب من بين الدول العربية والعالمية لاستقطاب كفاءاتها العليا؟وما السبل الكفيلة للحد من تنامي الظاهرة؟
تتعدد وتختلف أسباب الهجرة والأغلبية ممن تم استنطاقهم أكدوا بأنهم يرغبون في الهجرة لتحسين وضعهم وظروفهم الاجتماعية بسبب ما توفره دول الخارج من خدمات وفرص عمل مغرية للمغاربة،والبعض الآخر لأسباب تتعلق بالدعم المادي والمعنوي والتحفيز المتواصل الذي تقدمه دول المهجر لذوي الكفاءات العليا،ومنهم لأسباب تتعلق بحرية ممارسة البحث العلمي والتكنولوجي والابداعي دون إكراه أو شروط مقيدة.
فكما هو معلوم في الفترة الحالية يتزايد عدد المغاربة سنة بعد سنة من الذين يفضلون الهجرة وفق برنامج تأشيرة الهجرة بواسطة قرعة عشوائية إلى الولايات المتحدة الأمريكية،والشيء نفسه نلحظه في الآونة الأخيرة لدولة كندا عروض عمل عن طريق الانتقاء لأصحاب الشهادات العليا والخبرات العملية بالمغرب.
أضف إلى ذلك ألمانيا ومحاولة منها استقطاب عدد من الأطر الصحية المغربية..
أرقام مقلقة متزايدة تحثم على المغرب دق ناقوس الخطر لمعالجة الظاهرة ووضع اللبنات الأساسية لحلول مرتكزة وناجحة.
أزيد من 600 ألف مهندس مغربي يغادرون بلدهم كل عام..
وفي دراسة مختصة في مجال التشغيل حول المغاربة أوضحت بأن أصحاب الشهادات العليا منهم 37% يرغبون بالهجرة إلى كندا،و 25% إلى فرنسا، و12% لدول أخرى.
اختيار أصحاب الكفاءات العليا المغربية للهجرة ، ليس محظ صدفة بل لأن المغرب بلد منفتح متفتح على ثقافات العالم،بلد التفوق الدراسي وتحقيق الرهانات في شتى المجالات ،بلد الابتكار والابداع ،والجد والتفان والاخلاص في العمل.
لكن،ألا يعد ذلك خسارة للمغرب والمغاربة بهجرة أدمغتها!!
من السبل الناجحة في نظري للحد من هجرة ذوي الشهادات العليا:
دعم مبادراتهم الخلاقة و الطموحة،والاهتمام بهم من خلال تتبع إنجازاتهم وتوفير الظروف المواتية للاشتغال،أيضا تخصيص امتيازات راقية ترقى لتطلعاتهم من حيث السكن والمواصلات والصحة إذ لن يكون هناك مجال إغراء للهجرة نحو البلد الآخر،كذلك تقدير وتحفيز المواهب المبدعة بتقديم كل المعينات الضرورية للعمل والابداع والابتكار بكل حرية .