أحداث الفنيدق: إصابات بين صفوف القوات الأمنية وسط تجاهل إعلامي

جريدة أرض بلادي- محمد محسين الادريسي –

في الخامس عشر من شتنبر، شهدت مدينة الفنيدق مواجهات عنيفة خلال محاولة جماعية للهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة. بينما ركزت العديد من المواقع الإلكترونية على الإصابات التي تعرض لها الشباب المشارك في الهجوم على القوات العمومية، تم تجاهل الإصابات البالغة التي طالت رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة، الذين تعرضوا للرشق بالحجارة والهجوم المباشر أثناء قيامهم بواجبهم في حماية الحدود وتأمين البلاد.

من اللافت أن هؤلاء الأفراد، الذين تم تعيينهم للدفاع عن الأمن والاستقرار، يُنظر إليهم فقط كجنود في معركة مستمرة ضد محاولات الهجرة غير النظامية، بينما يتم إهمال الجوانب الإنسانية المتعلقة بهم. هؤلاء ليسوا مجرد رجال أمن، بل هم مواطنون مغاربة، لديهم عائلات تنتظر عودتهم سالمين من عملهم اليومي.

تعرضت القوات العمومية لإصابات بالغة، بعضها استدعى نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. رغم ذلك، ظل التركيز الإعلامي منصباً على الهجرة والمهاجرين فقط، دون إشارة واضحة إلى الأضرار التي لحقت برجال الأمن الذين يبذلون جهدًا كبيرًا للحفاظ على استقرار البلاد في وجه تلك المحاولات المتكررة.

أليس من حق هؤلاء الجنود والضباط الدفاع عن أنفسهم، تمامًا كما يدافعون عن أمن البلاد؟ أليسوا هم أيضًا مواطنين مغاربة، يستحقون الاحترام والحماية مثل غيرهم؟ هذا السؤال يتطلب إجابة عادلة، ليس فقط من الإعلام، بل من المجتمع بأسره، الذي يجب أن يقف إلى جانبهم تقديرًا لجهودهم وتضحياتهم.

إن المعضلة ليست في منع الحالمين بالهجرة، بل في توفير ظروف أفضل للجميع، وتحقيق العدالة الإعلامية في تسليط الضوء على معاناة جميع الأطراف المعنية، بمن فيهم القوات التي تعاني بصمت.