أمن المغاربة يوجد في الطاحونة

جريدة أرض بلادي

“الحمد لله على نعمة الأمن في هذه البلاد”. عبارة تتردد على لسان الكثير من الناس، وهو إحساس فيه جزء من الحقيقة إذا كان المقصود به غياب العنف الموزع على العموم عبر حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس وإلا فلدينا حروب لا تقل أهمية كحرب الطرقات والسرقة بالعنف والمخدرات…

 

هذا الامن النسبي الذي نعيشه مرده ليس للإجراءات المشددة في المراقبة والاستباق، ولكن يرجع في جزء كبير منه إلى كون المغاربة مسالمين ومتضامنين اجتماعيا.

 

يشتغل الواحد منهم ويعول قبيلة، ما دامت له القدرة على اقتناء ما يكفي من الدقيق. و بفضل “حذاقة” الأمهات في تدبير قوت الأفواه الكثيرة، تشتق منه المدور و المكور والمسمن والمسفنج و حتى السائل من حساء وحريرة، فضلا عن الجوكير الخطير الدائم الوجود في “الطبك”: الخبز “الحرفي”، الذي يشكل الثنائي الدائم الحضور مع ابن عمه الأتاي .

 

هذا التنويع في عرض الدقيق على آلافواه يخيل للمغربي أنه يأكل أشياء كثيرة والحال أنه يأكل مكونا واحدا هو الزرع.

 

وهكذا يبدو ان السلسلة الوقائية الحقيقية والطبيعية لأمن المغاربة تبدأ من الولد المرضي “وليدي الله يرضي عليه مبرعنا” أو ” الخوادرية يتوب” مصدر الدراهم المعدودة التي تمر وجوبا من الطاحونة ، وينتهي بها المطاف عند “الميمة” التي ترعى الصغار والكبار. و فقط عندما تنقطع هذه السلسلة آنذاك فلنبحث لنا عن الأمن في مكان ما في الوطن.