أمينة أعراب: رئيسة جمعية شروق للصحة النفسية بوجدة تقدم عطاءً مستمرًا لخدمة المرضى النفسيين رغم التحديات

 

أرض بلادي _عزيز بنعبد السلام

 

في مدينة وجدة، تبرز جمعية شروق للصحة النفسية كمنارة أمل للكثير من المرضى النفسيين الذين يعانون في صمت. منذ تأسيسها، أخذت الجمعية على عاتقها مهمة تحسين ظروف هؤلاء المرضى وتوفير الدعم اللازم لهم، تحت قيادة  السيدة أمينة أعراب رئيسة الجمعية  شروق للصحة النفسية ملهمة تعمل بلا كلل رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.

 

رؤية إنسانية رغم غياب الدعم

 

تعمل الجمعية شروق للصحة النفسية حاليًا من مقر مؤقت داخل مستشفى جامعي بمدينة  وجدة، حيث تستقبل المرضى النفسيين وتقدم لهم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي. إلا أن غياب الدعم الحكومي المستدام يشكل عقبة كبيرة أمام الجمعية لتحقيق أهدافها. ومع ذلك، فإن رئيسة الجمعية  السيدة امينة أعراب ، بروحها القيادية، تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات التي حظيت بتقدير واسع من ساكنة جهة الشرق .

إنجازات ملموسة

 

منذ توليها رئاسة الجمعية، في 2021 بذلت الرئيسة جهودًا جبارة لتحسين الخدمات المقدمة للمرضى. نظمت الجمعية شروق للصحة النفسية جلسات علاجية، حملات توعية، وورش عمل تهدف إلى إعادة تأهيل المرضى ودمجهم في المجتمع. كما قامت بتنسيق جهود مع متطوعين وأخصائيين لدعم الحالات الصعبة، مما ساهم في رفع مستوى الخدمات رغم قلة الموارد المتاحة.

 

طموحات كبيرة لمستقبل أفضل

 

الرئيسة لا تكتفي بما تحقق حتى الآن. هدفها الرئيسي هو توفير فضاء خاص ومستقل للجمعية، حيث يمكن استقبال المرضى في ظروف مريحة وآمنة. هذا الفضاء سيتيح تقديم خدمات أكثر شمولية، تشمل العلاج النفسي، جلسات التوعية، وحتى التأهيل المهني.

 

وفي هذا السياق، توجهت  الجمعية شروق للصحة النفسية بدعوات  إلى الجهات الحكومية من مجلي  الإقليمي ومجلس جهة الشرق ومسؤولي التعاون الوطني   لدعم جهودها، من خلال تخصيص تمويل سنوي مستدام وتوفير مقر دائم يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة.

إشادة واسعة من ساكنة جهة الشرق

 

لاقت جهود مكتب أعضاء المسير برئاسة السيدة امينة أعراب جمعية شروق إشادة واسعة من ساكنة جهة الشرق كا الناظور والدريوش وبركان وكرسيف والمناطق الاخرى ووجدة والمناطق المجاورة، الذين يثنون على دورها الكبير في تحسين أوضاع المرضى النفسيين. يعتبر السكان أن الجمعية تمثل بارقة أمل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها الكثيرون.

تحديات مستمرة

 

رغم الإنجازات، تظل الجمعية شروق للصحة النفسية تواجه تحديات كبيرة قلة الموارد المالية والدعم الحكومي تجعل من الصعب تحقيق كافة الأهداف التي تسعى إليها. ومع ذلك، فإن إصرار الرئيسة وأعضاء الجمعية على مواصلة العمل يجعلهم قدوة في العطاء الإنساني.

 

تُعد جمعية شروق للصحة النفسية في وجدة نموذجًا للعمل الإنساني الذي يهدف إلى خدمة المجتمع ودعم الفئات الهشة. تحت قيادة السيدة امينة اعراب  تحمل رؤية واضحة وطموحات كبيرة، أثبتت الجمعية أن العطاء والعمل الجاد يمكن أن يغير حياة الكثيرين، حتى في ظل غياب الدعم الكافي. ومع التزام الجهات المعنية بدعم هذا المشروع الإنساني، يمكن أن تصبح الجمعية رائدة في مجال الصحة النفسية على المستوى الجهوي و الوطني.

“مقتطف من تصريح رئيسة جمعية شروق لجريدة أرض بلادي حول دوافع تأسيس الجمعية

 

رحلت في تأسيس جمعية شروق للصحة النفسية

 

1. البداية: الشرارة الأولى

كل شيء بدأ بفكرة بسيطة، ولكنها كانت تحمل أهمية كبيرة. كنت ألاحظ يومياً حجم المعاناة النفسية التي يواجهها الكثيرون دون أن يجدوا من يقدم لهم الدعم اللازم. سواء كانوا أفراداً يعانون في صمت أو أسر تكافح لفهم ومساندة أحبائهم، كان هناك فراغ كبير في هذا المجال.

في تلك اللحظة، شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الواقع خاصة الانتكاسات المتكررة للاشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية. أدركت أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وأن المجتمع بحاجة إلى أن يأخذ على عاتقه اندماج هؤلاء الأشخاص و رفع الوصم و الاقصاء عليهم. ومن هنا، ولدت فكرة إنشاء جمعية شروق للصحة النفسية.

2. التحديات الأولى: الطريق لم يكن سهلاً

كما هو الحال مع أي بداية، واجهت العديد من التحديات. من غياب الموارد الكافية إلى صعوبة إيجاد فريق يشارك نفس الحلم. لكن إيماني العميق بأهمية هذا المشروع كان دافعي للاستمرار.

أتذكر أول اجتماع نظمته مع بعض اطر الصحة النفسية بمستشفى الصحة النفسية و الأمراض العقلية، حيث حضر عدد قليل من الأسر، ولكن شغفهم وحماسهم أعطاني دفعة كبيرة للاستمرار. أدركت أن النجاح لا يُبنى في يوم واحد، وأن كل خطوة صغيرة تحملنا نحو الهدف الكبير.

3. الرؤية والرسالة: حلم يتحقق

منذ البداية، كانت رؤيتي واضحة: إنشاء فضاء يقدم دعماً نفسياً شاملاً لكل من يحتاج إليه و بالخصوص الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية و أسرهم، مع التركيز على التوعية والتدخل العلاجي. رسالتنا في الجمعية بسيطة ولكنها قوية: “الصحة النفسية حق للجميع”.

أردت أن أخلق مساحة يشعر فيها الجميع بالأمان، بعيداً عن أي أحكام أو وصمة. فضاء يمكنهم فيه التعبير عن آلامهم والحصول على المساعدة اللازمة لتجاوزها.

4. الإنجازات والنجاحات: خطوات نحو التأثير

اليوم، بعد سنوات من العمل الجاد، أشعر بفخر كبير بما حققناه في جمعية شروق للصحةالنفسية. استطعنا مساعدة المئات من الأفراد والأسر من خلال برامجنا المختلفة. سواء كانت جلسات علاجية، ورشات عمل، أو حملات توعية، أصبحنا جزءاً من تغيير حقيقي في حياة الناس.

أحد الإنجازات التي أعتز بها هو شراكتنا مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس و اطر الصحة النفسية و كذلك شراكتنا الجديدة مع مديرية التعاون الوطني لجهة الشرق، التي مكنتنا من توسيع نطاق عملنا والوصول إلى فئات أوسع في المجتمع.

5. الدروس المستفادة: رحلة مليئة بالعبر

تعلّمت خلال هذه الرحلة أن الإصرار هو أساس النجاح، وأن العمل الجماعي يمكن أن يحقق المستحيل. كما أدركت أن كل تحدٍ واجهناه كان فرصة لتعلم شيء جديد، وأن الأثر الذي نتركه في حياة الآخرين هو أعظم مكافأة يمكن أن نحصل عليها.

 

6. الدعوة للمستقبل: العمل لم ينتهِ بعد

رحلتي مع جمعية شروق للصحة النفسية جعلتني أؤمن بأن الطريق نحو مجتمع أكثر وعياً ودعماً للصحة النفسية ما زال طويلاً، ولكنه مليء بالأمل.

أدعو الجميع إلى الوقوف معنا في هذا المسعى النبيل. سواء من خلال التطوع، أو المساهمة في دعم أنشطتنا، أو حتى نشر الوعي في محيطكم، فإن كل جهد صغير يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً.

الصحة النفسية ليست مجرد غاية، بل هي وسيلة لحياة أفضل. ومعاً، يمكننا أن نبني مجتمعاً أكثر قوة وترابطاً.