جريدة أرض بلادي -فاطمة الزهراء الحجامي –
عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستفزاز المغرب عبر عرض خريطة للمملكة مبتورة من إقليم الصحراء، وذلك رغم الاعتراف الرسمي لحكومته بسيادتها عليه.
يعتبر خبراء أن إعادة ظهور الخريطة مبتورة هو خطأ مقصود، وليس مجرد زلة، كما ادعت إسرائيل في مناسبات سابقة. ويؤكد إدريس قسيم، أستاذ العلاقات الدولية، أن نتنياهو يبعث برسالة إلى المغرب عبر تلك الخريطة، مفادها أن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء يخضع لمزاج إسرائيل ومصالحها، وهذا الدهاء الاستفزازي لا يقبله المغرب مطلقًا .
يشير قسيم أيضًا إلى استخدام نتنياهو لخطاب المظلومية المعتاد، حيث يصور إسرائيل بأنها دولة صغيرة محاصرة في قلب العالم الإسلامي والعربي، وبالتالي يجب أن تخضع منطقتنا لابتزازها.
يرى جواد القسمي، باحث في العلاقات الدولية، أن ظهور الخريطة المبتورة للمرة الرابعة هو استفزاز مباشر للمغرب وشعبه، ورسالة سياسية واضحة، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. ويضيف: “من الواضح أن إسرائيل كانت تأمل في أن يكون المغرب أكثر ميلًا نحو الطرح الإسرائيلي بعد تطبيع العلاقات، لكن المغرب حافظ على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية”.
قد يكون لهذا الحدث تداعيات دبلوماسية بين البلدين، وقد يؤدي إلى توتر العلاقات، وردود فعل قوية من الشعب المغربي، بالإضافة إلى إعطاء ورقة لخصوم الوحدة الترابية لاستفزاز المغرب.