جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
بدأ الناخبون التونسيون التصويت يوم الأحد لانتخاب رئيسهم الجديد من بين ثلاثة مرشحين، يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، وسط تهم بالانحدار الدكتاتوري بعد حملة انتخابية فاترة.
دُعي حوالي 9.7 مليون ناخب مسجل للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 5000 مركز اقتراع من الساعة 8 صباحًا (7:00 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي.
لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس في عدد من مكاتب الاقتراع في العاصمة أن غالبية الناخبين من كبار السن، الذين يمثلون حوالي نصف عدد الناخبين. وقال النوري المصمودي (69 عامًا): “جئت مع زوجتي لدعم قيس سعيد، وستصوت العائلة كلها له”.
أكدت فضيلة (66 عامًا) أنها جاءت “للقيام بالواجب وردًا على من دعوا إلى مقاطعة الانتخابات”. في مكتب آخر، أعرب حسني العبيدي (40 عامًا) عن مخاوفه من التلاعب بالتصويت، لذلك “جئت للتصويت حتى لا يتم التصويت نيابة عني”.
من المتوقع أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية “على أقرب تقدير” الأربعاء المقبل، على الرغم من بقاء احتمال الإعلان عن النتائج قبل ذلك الموعد. ويتنافس سعيد (66 عامًا) مع النائب السابق زهير المغزاوي (59 عامًا)، والعياشي زمال (47 عامًا)، رجل الأعمال والمهندس المسجون بتهمة “تزوير” تواقيع التأييد.
لا يزال سعيد يتمتع بشعبية كبيرة لدى التونسيين، حتى بعد تصرفاته الأحادية مثل احتكار السلطات وحل البرلمان وتعديل الدستور بين عامي 2021 و 2022.
ومع ذلك، يواجه سعيد انتقادات شديدة من المعارضة ومنظمات المجتمع المدني بسبب تركيزه على تصفية حساباته مع خصومه السياسيين، ولا سيما حزب النهضة الإسلامي المحافظ. تدين المعارضة ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية “الانحدار السلطوي” في تونس، مشيرة إلى فرض الرقابة على القضاء والصحافة واعتقال النشطاء.
كانت الحملة الانتخابية باهتة نسبيا، دون التجمعات أو الإعلانات أو الملصقات الانتخابية أو المناظرات التلفزيونية بين المرشحين كما كان الحال في عام 2019. ويقول مايكل العياري الخبير في منظمة الأزمات الدولية: “صمم الرئيس سعيد عملية التصويت على حصوله على الفوز”، مشيرًا إلى دعوات المعارضة اليسارية وقادة حركة النهضة بالتصويت لصالح زمال.
واجهت عملية قبول الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لملفات المرشحين انتقادات بسبب زعم انحيازها لسعيد، خاصة بعد رفضها قرار محكمة إعادة قبول مرشحين معارضين بارزين. كما تظاهر مئات التونسيين في العاصمة تونس يوم الجمعة للتنديد بـ “القمع المتزايد”.