المجتمع المدني طانطان.. القلب النابض
جريدة ارض بلادي-عابدين الرزكي-
يعتبر الإقليم ككل ، مشتلا خصبا لتفريخ الجمعيات ، و التعاونيات باختلاف توجهاتها ، و ميادين اشتغالها ، و بمجرد قيامك بجولة قصيرة لازقة ، و أحياء كل جماعات الإقليم ، ستجد أسماء كثيرة ، و مسميات عديدة لجمعيات و تعاونيات ، لا نعرف عنها شيءا مطلقا ، و لا من أسسها ، و ما الجدوى من ذلك .
لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر اقليم طانطان ، فهناك أكثر من أربع مئة جمعية و تعاونية ، لا يشتغل منها إلا البعض ، بشكل موسمي ، نظرا لاكراهات عديدة ، أولها انعدام الدعم ، و في أحسن الأحوال تتلقى مساهمات غير كافية لتغطية أنشطة كبرى ، تروم إشعاع المدينة .
إن هذا الكم الهائل من الجمعيات و التعاونيات ، التي أثقلت ملفاتها رفوف خزانات المجالس ، و السلطات وجب تصفيتها ، و حلها بموجب قانون جديد ، من أجل إعادة الإعتبار للعمل الجمعوي الجاد ، و منح النشيطة منها الدعم المالي ، و اللوجيستيكي الحقيقي ، و ليس المقاربة الاحسانية و توفير مساحة أكبر لتحقيق رؤى المجتمع المدني ، الذي لا نريد أن نراه دوما طريح الفراش ، ينتظر دوره في غرفة الإنعاش لعله يحظى بجرعة أكسجين تبقيه على قيد الحياة .
على كل المجالس بهذا الإقليم الحزم مع هذا الموضوع ، و تغليب الرؤى الإستراتيجية ، و تحميل المجتمع المدني المسؤولية باعتباره شريكا لا غنى عنه؛ في أي مسار تنموي ، بشرط توفير كل الإمكانيات اللازمة ” و ليس المتاحة ” حتى يتسنى له الاشتغال باريحية ، و يكون قادرا على العطاء بصدق .
ما يلزمنا حقيقة هو التحلي بالشجاعة في إتخاذ القرارات الإيجابية ، و تحمل المسؤولية تجاه ميدان جميع فءات المجتمع في حاجة إليه .