جريدة أرض بلادي-رضوان جميلي_
مصطفى لغتيري-
- لا يتعلق الأمر بترجمة حرفية أو بتصرف للقولة الفرنسيةles femmes ď abord بل هو مجرد استحضار لقصة قصيرة جدا كتبتها ذات يوم احتفاء بكتاب ” الجنس الثاني” لصاحبة سيمون دي بوفوار، ولأن المناسبة شرط كما يقول الفقهاء، فالعيد العالمي للمرأة لا يمكن إلا أن يذكرنا بكل حرف خطته أيدينا عن هذا الكائن الذي يحمل في يديه المبسوطتين ثقل العالم وهمومه.
لم تكن هذه القصيصية يتيمة فيما كتبته احتفاء بالمرأة بل رافقتها قصص قصيرة وروايات ومسرحيات من فصل واحد، وكان أوج هذا الاحتفاء السيرة الروائية “حب وبرتقال” التي سجلت فيها ذكرياتي مع أروع امرأة في حياتي، ويتعلق الأمر بأمي، التي مازال الحبر الذي كتبت به الرواية طريا يكاد يخضب أصابعي بحنائه المميزة.
كتبت هذه الرواية/ السيرة بكثير من الحب وبقلب خافق مرتبك كعصفور فاجأته السماء بقطرات الغيث في أول طيران له بعيدا عن عشه الدافئ، فكان أن دلقت أحاسيسي الطرية محتفيا بأمي ومن خلالها بالمرأة المناضلة، التي تبذل الغالي والرخيص من أجل أن تجعل من أبنائها وبناتها رجالا ونساء يقدمن لأنفسهم ولمن حولهم كل ما يستطيعون من أجل عالم أفضل للجميع.
ما زلت أتذكر ذلك الإهداء الذي افتتحت به الرواية وكأنني أكتبه اللحظة باثا فيه احترامي وتقديري للمرأة ممثلا في الأم وقد قلت فيه:
“هذه أمي كما عرفتها وأحببتها.. وباسمها أهدي ما خطته يداي في هذا الكتاب إلى جميع الأمهات ، اللواتي يهبننا الحياة، ويسعين جاهدات ليقدمن لنا العالم كغنيمة حرب، نتصرف فيها- في كثير من الأحيان- برعونة، غير عابئين بما تكابده تلك الجنديات النبيلات من أجل أن ننعم بتلك الهدية”.
بمناسبة عيدها العالمي أقف لك إجلالا واحتراما وتقديرا أيتها المرأة الممسكة بالجمر في البيوت والبوادي والجبال والشعاب والحقول والمصانع والمدارس والمختبرات، محاولة دوما أن تمنحنا ما تحرم نفسها منه من رغد العيش والحلم من اجل تحقيق غد أفضل بالتأكيد هي وقوده وشمعته التي تحترق من أجل أن تضيء دربه لنا، كي نمضي فيه بخطى واثقة رغم الإحباطات المتناسلة كالفطر.
تحياتي لك سيدتي وكل عيد وأنت قدوتنا في الصبر والنضال ونكران الذات.