بقلم : عبد اللطيف بوهلال
….هناك من يعيش من أجل العيش لا غير ،وهناك من يعيش على أمل شيء ما، اما الباقي فيعيش ولا يعرف ما الغاية من عيشه هذا يسير وفق قواعدهم التي سطروها في الشتاء لسنين واعوام ليطبقوها عليه في الصيف لغاية في نفس يعقوب.
ان هذه الموازنة التي تظل الى غاية هنا مبهمة سنوضح معالمها في سطور قليلة حتى لا يزيغ القلم ويكتب ما لا يحمد عقباه، وسأزيل هذا الابهام بطرح سؤال واحد : هل نحن في حاجة الى موسم مولاي عبدالله وموسم مولاي الجيلالي وسهرة فن العيطة للفنان ولد الشيطة؟ هل أنشأنا القناطر والمدارس والمستشفيات ودور الايتام ومرافق رعاية العجزة و….و…. حتى نتفرغ للنشاط “ها هو شاط”.
ان كل هذه المواسم والسهرات والمهرجانات وميزانياتها الضخمة كفيلة بإنشاء على الأقل مستوصف صحي أو مستوصفين كل سنة، وهذا الهدر الممنهج كفيل بتخريب القيم والمبادئ وتسهيل نشر الفساد وكل ما هو سيء من الناحية الأخلاقية والسلوكية التي تنعكس سلبا بالخصوص على فئة الشباب حاملي مشعل المستقبل.
ما يجب تأكيده وطرحه وبحكم تجربتي الكبيرة الصغيرة في مجال ” لمواسم ” فان غالبيتها ان لم أقل كلها تكون مرتعا خصبا للصوص وتجار المخدرات ولا تخلو من كل أنواع الفسوق والفساد تحت تأطير مباشر من السلطات المعنية ، المهم نجاح الموسم ولو بميزة ضعيف جدا.
الى متى سيظل المواطن في غيبوبة؟ متى يستيقظ من حلمه الزائف؟ متى سيمنع السهام الموجهة اليه؟
الرؤية من وراء كل هذه الترتيبات التخريبية التي لا تنشئ جيلا صالحا أكثر من اعداد مواطنين فاسدين أخلاقا هي خلق بيئة بها ما يطلق عليه بالمواطن المستقر، وهو كل مواطن لا يستطيع التنديد بأي عمل أو فعل غير صالح ولن يطالب بالتغيير مهما كانت الظروف والأحوال و يتعاطى أحد المخدرات التالية :
- الدين: يمارس المواطن المستقر طقوسه الدينية ويحافظ على شعيرة الصيام وصلاة الجمعة والتراويح لا يخرج الزكاة يأنبه الضمير اذا ترك صلاة العصر ولا يكثرث اذا اختلس او سرق او كذب أو أكل مال اليتيم.
- لقمة العيش: يتفانى المواطن المستقر في عمله البسيط لا يفكر في الرقي به والمسير الى الأمام طالما قوت يومه متوفر ولو بكمية قليلة
- كرة القدم الموسم المهرجان: المواطن المستقر يرى في كرة القدم ما لايراه في واقعه فداخل رقعة الملعب يطبق القانون بصرامة قانون يفتقره داخل مجتمعه كل فرد يأخد حقه انه عالم مصغر ينتمي اليه المواطن المستقرليبقى الموسم والمهرجان متنفس يخرج فيه المواطن المستقر كل مكبوتاته الجينية والسلوكية والأخلاقية.
نعود ونصحح بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض المسؤولين وأجزم أنهم يعرفون الخطأ من الصواب أكثر من أي شخص آخر ، ألم يكن جديرا اصلاح طرقات منطقة أزيلال عوض استقطاب مهرجان لها، على الأقل لتفادي حوادث السير كحادثة أول أمس التي خلفت مسيرة من الناس تغمدهم الله برحمته الشاملة ،ان ساكنة أزيلال في أمس الحاجة الى الدفئ،المشفى،المدرسة،الطريق،المأكل،المشرب وامور كثيرة ….طيبون وكرماء عشت بين أحضانهم أزيد من أربعة سنين كلهم وطنيون يحبون بلدهم أكثر مني ومنك ويستحقون العناية أكثر من الباقين ولو أن كل المغاربة سواسية.
نقيس كل هذه الأمور على كل دواوير وقرى ومدن المغرب وكفانا من مهزلة المهراجانات والمواسم والتخربيق الخاوي شيدوا المستشفيات شيدوا الطرقات شيدوا المدارس والكتاتيب شيدوا مواطنين صالحين .