بعض مني وأشياء أخرى إصدار جديد للكاتبة خديجة ناصر

جريدة أرض بلادي_ليلى التجري_


‘بعض مني وأشياء أخرى’ مجموعة قصصية للكاتبة المبدعة خديجة ناصر ستصدر قريبا عن منشورات غاليري الأدب 2022م،من تقديم رائد غاليري الأدب،وقد جاء الإصدار في 99 صفحة من الحجم المتوسط.

وفي تقديم الكتاب يقول الكاتب المغربي مصطفى لغتيري:

كانت القصة القصيرة وما تزال مضمارا صعبا، يجرب فيه الكاتب قدرته على الكتابة الأدبية، فالشاعر والناقد والروائي والمترجم، كل من جهته لا ولن يرتاح له بال حتى يدبج قصصا، يظهر فيها براعته في الكتابة، وأحقيته لحيازة اسم كاتب، الذي يظل متأرجحا بين الوجود والعدم، إذا لم يستطع المرء المساهمة في أكثر من جنس ادبي واحد، أو هكذا يتهيأ له، ويكبر التحدي حين يكون هذا الجنس الأدبي المقصود هو القصة القصيرة بعينه. إذ لا يخفى على أحد أنه يتميز عن باقي الأجناس الأدبية بجنوحه الكبير نحو “تكنيك الكتابة”، بما يعني ذلك ضرورة امتلاك عدة تقنية متنوعة ودقيقة وشاملة، تسعف كاتبها في خلق الأثر المرجو من كتابتها.
لقد تعرفنا على الاستاذة خديجة ناصر من خلال ترجماتها، ثم أطلت علينا من خلال أشعارها، التي حققت لها قفزة نوعية في مسارها الإبداعي، واليوم تطالعنا بهيئتها القصصية، التي تبرز من خلالها ملامح مبدعة، لا تكتفي بما تيسر لها من إبداع، بل تغريها المغامرة الإبداعية في ذاتها، تخوضها بجرأة، وبدون تهيب، تحاول من خلالها التقاط بعض ما يحيط بها من حكايات واقعية، أو تقتنصها من الذاكرة، تنثرها على الورق لتخلق منها أثرا أدبيا، يوهم القارئ بحقيقته الواقعية، رغم أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل محاكاة الواقع كما هو، وإنما هو وهم يتملكنا، وعبارة عن خدعة إبداعية من صنع الكاتب، تنطلي حيلتها في كثير من الاحيان على القارئ فيصدقها ويتماهى معها.
في هذه المجموعة تتجاور النصوص القصصية، وكأنها غرف بيت مستقلة عن بعضها البعض. كل غرفة تضم حيوات أناس أثثوا ذاكرة الكاتبة معايشة أو سماعا أو قراءة، لكنهم حين ينتظمون هنا في هذا البيت الكبير متعدد الغرف، يخلقون وهما وأثرا يتبعه جمال، قد صيغ بلغة شفافة، لا تلتفت للمجاز، بل تقدم نفسها والعوالم التي تحكي عنها مكشوفة وبدون مساحيق، وكأنها تسعى بذلك لوخز ضمير القارئ أو تقدم له عبرة، حتى وأن كانت القصة القصيرة في عمومها لا يهمها تقديم النصح لأحد، بل ما يشغلها هو خلق واقع من خيال، قد يقترب مشابهة للواقع الحقيقي أو يبتعد عنه.
إنها تجربة إبداعية تستحق منا الإصغاء لنبضها، الذي يرتفع حين وينخفض أحيانا، حسب طبيعة الثيمة التي تتطرق إليها القصص، والشخصيات التي تقدمها لنا، بنوع من الحياد، الذي لا يخفي التعاطف الذي تمحضه الكاتبة لها ولو من وراء حجاب.