جريدة أرض بلادي – محمد يوشعر –
تعلن تنسيقة وادنون لحركة صحراويين من أجل السلام إستقالتها الجماعية من الحركة ، و فك الإرتباط بصفة نهائية معها لأسباب كثيرة سنفصل في أهمها .
انخرطت التنسيقية منذ البداية في الحركة ظنا منها انها ستكون مشروعا جديدا للدفاع عن وحدة الوطن و لم شمل ساكنة الصحراء في وطنهم المغرب ، و عدم التمييز بين كل مكونات الطيف الصحراوي في الطريق لنكون قيمة مضافة تقدم ما لم تقدمه تشكيلات سبقت . لكننا وجدنا انفسنا أمام جمعية تسير بطريقة فردية ، شمولية لا رأي للقواعد في شيىء، حيث كل الصلاحيات تتمركز في شخص واحد بقوة القانون الأساسي و القانون الداخلي الذي يجعل من كل المنتسبين لهذه الجمعية ( الحركة) تابعين فقط ، يؤثث بهم المشهد و لا دور لهم غير التطبيل و التصفيق للسكرتير الاول وهو ما لا نقبله ونحن نعيش سنة 2025 , ولن نقبل نسخة أخرى من البوليساريو التي نصبت نفسها و فرضت على كل الصحراويين انها الممثل الشرعي و الوحيد و لم يصوت عليها احد و أقامت تنظيما ستاليا لا يقبل بالمقاربة التشاركية للتدبير و لا حرية للرأي و لا حرية للاختلاف و تداول التسبير ، بل تم منع منسقة وادنون ان تذكر عبارة الصحراء المغربية او ان تقول إن الحكم الذاتي هو الحل الافضل لانهاء هذا النزاع المفتعل ( وهو ما ذكره ضيف إسباني في لقاء لاس بالماس على اسماعهم و تتمنع منه منسقة جهتنا).
هذه الجمعية التي تسوق نفسها على انها تمثل الصحراويين و لم يصوت عليها أحد ، وهي لا تمثل حتى من انتسبوا لها ، هي جمعية فقط يجب ان تتحدث باسمها فقط و ليس باسم الجميع.
هذه الجمعية التي تريد تأثيت المشهد بتنسيقية وادنون حتى تسوق لمن يهمه الامر بالداخل و الخارج ان لها تنسيقيات و ممثلين بكامل مجال استقرار الصحراويين ليس حبا فينا بل لكسب اعتراف بتمثيلية الجميع .
هذه الجمعية التي تستدعي شيوخ تحديد الهوية ( مهمتهم كانت مرتبطة بالاستفتاء فقط ، الذي طويت صفحته تماما) ، لتسويق نفس الشيىء خصوصا للإسبان الذين تعاملوا مع مؤسسة الشيوخ لكسب شرعية لم يكن يملكها المستعمر آنذاك ، سواء بحمل عشرة منهم إلى نيويورك للأمم المتحدة سنة 1966, أو لتأسيس الجماعة الصحراوية سنة 1967, أو لاستعمالهم في قانون الجنسية و إحصاء إسبانيا للتسويق للحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية و هو مالم يحصل بعد توقيع اتفاقية مدريد 1975 واسترجاع المغرب لصحراءه ، لتنتهي شرعية الجماعة الصحراوية حتى شكل المجلس الملكي الاستشاري في غشت 1981 من طرف المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه . هذه الجمعية حاولت ان تشرك مؤسسة شيوخ تحديد الهوية في لقاءاتها للتسويق خاصة لإسبانيا وبعدها للمبعوث الأممي بأنها مقبولة من طرف جميع الاطياف لتستحق التمثيلية و ليقبل بها كمخاطب شرعي و هذا غير صحيح لأن مجموع منتسبيها لا يصل لمئتين او تزيد ، فكيف تسوق انها الممثل الشرعي و بان يطمح من يتحكم بكل دواليبها بأن يصل للقاء المبعوث الاممي مستعملا كل هؤلاء درجا يصعد عليه لغاية في نفس يعقوب.
تعرضت تنسيقية وادنون في لقاءات عدة منها لقاء الداخلة و لاس بالماس للتهميش و الإقصاء بل و لخطاب عنصري إقصائي يسوق عبارة قديمة هي ان المجال يقف في الطاح و بان ساكنة شمال الطاح غير معنيون ، ونجيبهم ، إن كان المجال حصرته ظروف تاريخية يعرفها الجميع بمنطقة النزاع فهذا لا يمنع بأن الساكنة المتواجدة شمال حزام الطاح صحراوية لها نفس الحقوق كمن يمتهنون الاقصاء، بل و أكثر ، لان أباء ساكنة وادنون شكل منهم جيش التحرير المغربي و حاربوا المستعمر حين كان أغلبية من تبقوا في منطقة النزاع منخرطون مع مشروع الاستعمار و يعملون معه ضدا في وطنهم الأم .
ساكنة وادنون الذين تريدون إقصائهم هي من انخرط آباؤها في الوحدات في حرب الصحراء ذوذا عن الوطن في حين كان آباء الإقصائيين يعملون مع المستعمر في احصاء إسبانيا و قانون الجنسية و الجماعة الصحراوية و حزب البونس لتسويق الحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية ضدا في وطنهم الأم.
ساكنة وادنون الذين تريدون إقصائهم هم من تركوا منازلهم و خيرهم و خميرهم ليسكنوا الخيام و البراريك تحت المطر و العجاج في مخيمات الوحدة من أجل الوطن في حين أن الاقصائيين كانوا يقيمون في منازلهم و فيلاتهم يتفرجون ، بل و يستعملون أهالي وادنون في الانتخابات او كأسواق للسلع المدعمة الرخيصة ولحم الجاموس.
لن يستعملنا احد بعد اليوم ، و لن نقبل أن يؤثث بنا المشهد ، و لن يقصينا أي كان و لن نسمح بان يعتبرنا احدهم و لو تلميحا بأننا من درجة أدنى فما قدمنا للوطن و قدم آباؤنا و أجدادنا لن يقدمه هو و لا قدمه أبوه او جده ، فلا يجهلن أحد علينا ، فنجهل فوق الجاهلينا .
هذه الجمعية التي تسمي نفسها حركة ، هي جمعية كعشرات الجمعيات التي تعمل على قضية الصحراء المغربية ، و انخراطنا فيها لم يضف لنا شيئا كما أن انسحابنا منها لن ينقص من قيمتنا شيئا ، بل العكس صحيح ، كنا إضافة لهذه الجمعية و انسحابنا هو من سينقص من رصيدها .
بهذا نقدم استقالتنا بشكل رسمي من جمعية حركة صحراويين من أجل السلام ، و لنا بعد رمضان المبارك بإذن الله لقاء مع الصحافة لطرح كل التفاصيل أمام الصحافة الوطنية و الجهوية .
والسلام
حرر بالطنطان يوم 01 من مارس 2025