تلاميذ يختارون مكاتب خاصة لتوجيههم بعد الباكالوريا 

جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –

يلجأ عدد من التلاميذ إلى مكاتب توجيه خاصة، لمساعدتهم في اختيار المدارس والكليات لاستكمال دراستهم ما بعد الحصول على شهادة الباكالوريا. فما هي الخدمات التي تقدمها هذه المكاتب؟ وما هو حجم الإقبال عليها؟

تتوزع الخدمات التي تقدمها هذه المكاتب بين توجيه تلاميذ الثانية باكالوريا بخصوص آفاق استكمال الدراسة بعد الحصول على شهادة الباكالوريا بناء على تخصصاتهم التعليمية، والمدارس أو الكليات التي يمكنهم استكمال دراستهم العليا فيها داخل وخارج الوطن، وصولا إلى مواكبتهم في بداية مسيرتهم التعليمية.

 

ويتزايد الإقبال على هذا النوع من المكاتب رغم الإجراءات التي تعتمدها المؤسسات التعليمية، سواء بالقطاع العام أو الخاص، بخصوص توجيه التلاميذ ما بعد الباكالوريا.

 

وفي هذا الإطار قال إبراهيم باركي، مدير مركز متخصص في التوجيه ما بعد الباكاوريا بمدينة فاس، إن الإقبال على الخدمات التي تقدمها مراكز التوجيه يشهد تزايدا مع مرور السنين.

 

وأوضح باركي، في تصريح لـSNRTnews، إن الخدمات التي يقدمها هذا النوع من المؤسسات، تتمثل في مساعدة تلاميذ الثانية باكالوريا على اختيار المؤسسات أو الكليات التي سيستكملون بها دراستهم ما بعد الباكالوريا، بناء على لقاءات خاصة يجرونها مع مستشارين متخصصين في التوجيه، كما يمكن أن تتكلف المؤسسة بعملية تسجيلهم في هذه المدارس، داخل أو خارج المغرب، وفق الطلب.

 

وتتوزع الخدمات المقدمة بمؤسسات التوجيه، وفق المتحدث ذاته، بين استفادة التلميذ من ملف يتضمن جميع المدارس التي يمكن له أن يترشح لها، وبجميع إشعارات المدارس والجامعات والمعاهد العليا بمجرد الإعلان عن تواريخ التسجيل، وبالوثائق الإدارية المطلوبة، كما يستفيد من لقاءات خاصة بالتوجيه الدراسي مقدمة من طرف استشاريي التوجيه التابعين للمؤسسة.

 

وأضاف أنه يمكن للتلاميذ الاستفادة من دورات تكوينية خاصة بالاستعدادات لمباريات المعاهد العليا، كما يمكن، حسب الطلب، أن يتكلف مكتب التوجيه بترشيح التلميذ في جميع المدارس والمعاهد العليا التي تتوافق مع تخصصه، حيث يتوصل التلميذ بلوائح الانتقاء الأولي لجميع المدارس والمعاهد العمومية المغربية، وبتواريخ المباريات بمجرد الإعلان عنها.

 

وتمتد الخدمات التي تقدمها مكاتب التوجيه، حسب إبراهيم باركي، إلى مواكبة التلاميذ الذين يختارون متابعة دراستهم العليا خارج أرض الوطن، من خلال تعريفهم بالمؤسسات المتوفرة بعدد من الدول وفق التخصصات والمعدلات المطلوبة.

 

وبعد ذلك يتكلف المكتب بتسجيل التلميذ بالمؤسسة التي اختارها بالخارج، ومواكبته في إجراءات الحصول على التأشيرة، إذا كان الأمر يحتاج ذلك، وبعد السفر للدولة المعنية، يمكن أن تمتد الخدمات المقدمة إلى استقبال التلاميذ بالبلد المضيف ومواكبتهم للاستفادة من الإقامة بالأحياء الجامعية، ووثائق الحصول على التأمين الصحي وغيرها.

 

وبخصوص الأسعار، أكد مدير مؤسسة “توجيه بعد الباك” أنها تُحدد حسب الخدمة أو الخدمات المقدمة، سواء داخل أو خارج أرض الوطن، وعلى العموم فمتوسط الأسعار يتراوح ما بين 300 درهم و3 آلاف درهم، وفق المتحدث ذاته.

 

وسبق أن دعا رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الحبيب المالكي، إلى تجاوز الاختلالات التي شابت نظام التوجيه والإرشاد التربوي، والتي تساهم من وجهة نظره في تضخم وعاء الهدر المدرسي والجامعي.

 

وأشار المالكي خلال أشغال يوم دراسي حول نظام التوجيه والإرشاد، شهر ماي الماضي، إلى أن “الاختلالات التي تطال عملية وقرارات التوجيه التربوي في كل الأسلاك ومراحل التعليم، تفضي إلى هدر للجهود والموارد المادية والبشرية، وهو ما يسهم في تضخم وعاء الهدر المدرسي والجامعي”.

 

وأقر المتحدث ذاته بمحدودية نجاعة التدابير المتخذة في مجال التوجيه التربوي، مبرزا أن معالجة الاختلالات والإكراهات، تفترض مراجعة شاملة لنظام التوجيه، تستند على استكمال الترسانة القانونية الخاصة بالتوجهات المتعلقة بمنظومة التربية والتكوين، على مستوى التعليم المدرسي والجامعي والتكوين المهني.