خصاص كبير في مخزون الدم بسبب تراجع التبرع في فصل الصيف

جريدة أرض بلادي – هيئة التحرير –

تسجل مختلف مراكز تحاقن الدم على الصعيد الوطني خصاصا كبيرا في مخزون الدم، وذلك بالنظر لتزامن هذه الفترة مع عطلة فصل الصيف وتراجع إقبال المتطوعين على التبرع بالدم.

أكدت الدكتور هند زجلي، طبيبة مسؤولة التواصل والحملات المتنقلة بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، أن الخصاص في أكياس الدم يبلغ أوجه في فترة الصيف، خاصة في شهر غشت، مؤكدة أن المخزون الحالي لا يتعدى يومين إلى 3 أيام ولا يكفي للعدد المتزايد من المرضى الذين يحتاجون لأكياس الدم.

 

التبرع التعويضي

 

وأبرزت زجلي، أن هذا الخصاص يهم جميع مراكز تحاقن الدم على الصعيد الوطني إلا أن حدته تزيد بجهة الدار البيضاء-سطات، التي تعد أكبر جهة بالمغرب وتستهلك أكثر عدد من أكياس الدم.

 

وتطرقت المسؤولة بالمركز إلى عدد من العوامل التي تساهم في هذا الخصاص، بالرغم من المجهودات المبذولة لتجاوزه، على رأسها أن التبرع بالدم ليس إلزاميا، وتزامن فصل الصيف مع عيد الأضحى، فضلا عن العطل، وعدم تعويض العديد من المستخدمين الذين كانوا يعملون بمراكز تحاقن الدم وأحيلوا على التقاعد.

 

وأشارت إلى أنه بالرغم من السياسات الاستباقية التي تعمل عليها مراكز تحاقن الدم إلا أن المفاجآت تبقى دائما واردة، بحيث يتم إلغاء بعض البرامج التي تكون مبرمجة مسبقا مع المؤسسات من أجل التبرع بالدم، ليتبقى فقط ما يسمى بـ”التبرع التعويضي”؛ الذي يساهم فيه أقارب المرضى في المستشفيات، “إلا أنه لا يساعد على تكوين المخزون الذي يتم بفضل المتبرعين المتطوعين”.

 

وسبق أن أكدت إكرام أشهبون، المسؤولة عن التحسيس والتواصل بالمركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، أن حجم حاجيات أكياس الدم يقدر بحوالي 1000 كيس يوميا على الصعيد الوطني، مشيرة ، أن جهة الدار البيضاء-سطات تمثل وحدها 50 في المائة من الطلب، بينما تحتاج جهة الرباط سلا القنيطرة إلى حوالي 250 كيسا يوميا، في حين يتراوح حجم حاجيات باقي الجهات من 30 إلى 100 كيس يوميا حسب الجهات.

 

600 كيس دم في اليوم

 

وفي ما يتعلق بتزايد حدة الخصاص في جهة الدار البيضاء-سطات، أوضحت الطبيبة هند زجلي أن مدينة الدار البيضاء تحتاج لوحدها إلى 600 كيس دم في اليوم، في حين أن 300 كيس يمكن أن تكفي لشهر في جهة أخرى من جهات المغرب، لافتة إلى عدم وجود تكافؤ بين الجهات، لكون الدار البيضاء تظل مصب مرضى المغرب بأكمله.

 

وأبرزت زجلي أن منظمة الصحة العالمية تنص على ضرورة توفر مراكز تحاقن الدم على 10 أيام من المخزون لتحقيق الاكتفاء، إلا أن مخزون الدار البيضاء في شهر غشت تحديدا لا يتعدى يومين ونصف.

 

وحذرت المسؤولة ذاتها من خطورة هذا الوضع وتأثيره على المرضى الذين يحتاجون كل يوم لهذه الأكياس، مؤكدة أن عدد المرضى في تزايد دائم خصوصا من يعانون من أمراض مزمنة تتطلب الدم باستمرار، فضلا عن النساء الحوامل اللواتي يحتجن للدم أثناء الوضع، وضحايا حوادث السير الذين يتكاثرون في فصل الصيف، فضلا عن المرضى الذين يحتاجون للدم بصفة دورية كل 20 يوما.

 

ووجهت زجلي نداء إلى كافة المغاربة للتعبئة وتخصيص ما بين 8 إلى 15 دقيقة من وقتهم للتبرع في مختلف مراكز المملكة، مؤكدة أن هذا التوقيت يعادل 3 فرص في حياة المرضى.

 

وأشارت إلى أن المغاربة برهنوا على عطائهم خلال أوج جائحة كورونا، بحيث تم تسجيل أهم مخزون من الدم على الصعيدين الوطني والجهوي، داعيا إلى التوجه لمراكز التبرع بالدم في كافة جهات المغرب، ومضاعفة ذلك في مدينة الدار البيضاء بحكم أنها تحتوي على أكبر عدد من المستشفيات والمصحات فضلا عن المستشفى الجامعي الذي يتطلب وحده أكثر من الثلث من الإنتاج.