“سيدة تقتحم مسجداً شبه عارية: أزمة إنسانية أم تقصير صحي؟”

جريدة أرض بلادي -محمد محسين الادريسي –

في مشهد صادم أثار جدلاً واسعًا، اقتحمت سيدة تعاني من اضطراب عقلي أحد المساجد في مدينة القنيطرة وهي شبه عارية، ما أدى إلى حالة من الذعر بين المصلين. الحادثة، التي وقعت قبل يومين، كشفت عن قضية أعمق تتعلق بإهمال الرعاية الصحية النفسية، وغياب التدخل السريع لحماية هذه الفئة من المجتمع.

 

بحسب شهود عيان، فإن هذه السيدة معروفة في منطقة الفوارات، حيث تتجول يوميًا في الشوارع بملابس شبه ممزقة، غير مدركة لخطورة وضعها أو تأثير سلوكها على الآخرين. الحادث دفع البعض إلى المطالبة بتدخل السلطات لنقلها إلى مستشفى للأمراض العقلية، لكن السؤال الأكبر يظل: لماذا لم يتم التدخل قبل وقوع هذا المشهد؟

 

فيما ركز الكثيرون على الجانب الدرامي للقضية، تبقى الحقيقة المؤلمة أن هذه السيدة ليست إلا نموذجًا لمئات المرضى النفسيين الذين يهيمون في الشوارع دون رعاية. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون ضحايا للفقر، التفكك الأسري، أو نقص الوعي حول الأمراض العقلية.

 

الطريقة التي تم بها تناول الخبر في بعض المنصات الإعلامية تُثير التساؤل حول دور الصحافة: هل الهدف هو مجرد الإثارة أم التوعية؟ بدلاً من تصوير الحادثة كواقعة غريبة، من الضروري أن يتحمل الإعلام مسؤوليته في توجيه الأنظار إلى الحلول، مثل تحسين خدمات الصحة النفسية، وتوفير مراكز لإيواء هؤلاء المرضى.

 

من الواضح أن هذه ليست مسؤولية فردية بل قضية مجتمعية تتطلب تحركًا عاجلًا. السلطات الصحية مطالبة بتوفير دور رعاية متخصصة، والجمعيات الأهلية عليها تعزيز برامج الدعم النفسي، بينما يجب على الإعلام تسليط الضوء على الحلول بدلًا من التركيز على الإثارة.

 

في النهاية، الحادثة ليست مجرد “اقتحام لمسجد”، بل جرس إنذار يكشف عن أزمة أعمق تتطلب تحركًا عاجلًا قبل أن نشهد المزيد من المشاهد المؤلمة.