جريدة أرض بلادي – محمد كرومي –
في تناقض صارخ مع الخطابات الرسمية التي تبشر بإصلاح منظومة التعليم وتنمية القطاع، يعيش النقل المدرسي في بعض المناطق المغربية حالة مزرية، حيث يضطر الطلاب إلى التنقل في ظروف غير آدمية.
ففي قرية سيدي إسماعيل التابعة لإقليم الجديدة، يكافح التلاميذ يوميًا للالتحاق بمدارسهم على متن عربات مجرورة بواسطة الدواب. تفتقر هذه العربات إلى وسائل الراحة الأساسية، مما يعرض الأطفال لمخاطر صحية وبيئية.
تطرح هذه الوضعية المأساوية تساؤلات عميقة حول واقع التعليم في المغرب. على الرغم من الحديث الدائم عن الإصلاح والتطوير، إلا أن الحقيقة على الأرض تشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الكلام والفعل.
ويبرز غياب الاستثمارات في مجال النقل المدرسي في المناطق الريفية نقص الاهتمام بالتعليم في هذه المناطق. كما يشير إلى فشل السلطات المحلية في توفير الخدمات الأساسية التي تضمن حق الأطفال في التعليم.
تعد الصورة المهينة التي يقدمها النقل المدرسي في سيدي إسماعيل تذكيرًا صارخًا بالعقبات التي تواجه الطلاب في المناطق النائية. وفي حين يحتضن المغرب حدثًا عالميًا كرويًا كبيرًا، لا يزال أطفالنا يعانون من الحرمان الأساسي.
لقد حان الوقت لتفعيل الوعود والخطط المعلنة من قبل المسؤولين. يجب على الحكومة استثمار المزيد من الموارد في النقل المدرسي وإعطاء الأولوية لمناطق الريف. ويجب على السلطات المحلية توفير حلول نقل آمنة وكريمة لجميع الطلاب.
إن مستقبل التعليم في المغرب يعتمد على قدرة النظام على توفير الفرص المتساوية لجميع الأطفال، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو ظروفهم. ويجب على جميع الجهات الفاعلة في المجتمع العمل معًا لضمان حصول جميع الطلاب على تعليم عالي الجودة وكريم.