ظهور سمكة يوم القيامة على شاطئ سان دييغو: بين الأسطورة والواقع

جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

في حادثة أثارت جدلاً واسعًا وأعادت إلى الأذهان الأساطير القديمة، تم العثور على سمكة نادرة تُعرف باسم “سمكة يوم القيامة” على شاطئ في سان دييغو بالولايات المتحدة الأمريكية. هذه السمكة، المعروفة علميًا باسم “Oarfish” أو السمكة المجدافية، تعيش في أعماق المحيطات ونادرًا ما تظهر على السطح، مما يجعل مشاهدتها حدثًا استثنائيًا ومثيرًا للدهشة.

 

وفقًا للأسطورة اليابانية القديمة، فإن ظهور السمكة المجدافية على السطح يُعتبر نذير شؤم، حيث يُعتقد أنها تحمل تحذيرًا من اقتراب كارثة طبيعية، مثل الزلازل أو التسونامي. تعود هذه الأسطورة إلى مشاهدات قديمة حيث تم رصد هذه السمكة قبل وقوع كوارث طبيعية في اليابان، مما عزز الاعتقاد بأن ظهورها على السطح يرتبط باضطرابات جيولوجية عميقة في قاع المحيط.

 

في يوليو 2024، اكتشف مجموعة من السياح سمكة يوم القيامة ملقاة على شاطئ في سان دييغو. كان الحدث غير متوقع وأثار ضجة في وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث أعاد الحديث عن الأسطورة اليابانية وأثار المخاوف من احتمال حدوث كارثة وشيكة.

ومع ذلك، أشار علماء البحار إلى أن ظهور هذه السمكة على السطح قد يكون ناتجًا عن عوامل بيئية أو مرضية تؤثر على السمكة في أعماق البحار. السمكة المجدافية تُعرف بقدرتها على الغوص إلى أعماق تصل إلى 1000 متر تحت سطح الماء، وظهورها على السطح قد يكون نتيجة مرض يجعلها غير قادرة على البقاء في الأعماق.

 

بينما تظل الأسطورة اليابانية جزءًا من التراث الثقافي وتثير فضول الكثيرين، يؤكد العلماء أن هذه المخلوقات البحرية تتأثر بعوامل طبيعية قد تدفعها إلى الظهور على السطح. قد تكون التغيرات في درجات الحرارة أو تلوث المياه أو حتى ظاهرة الاحتباس الحراري عوامل تسهم في تغيير سلوك هذه الأسماك.

 

إن العثور على سمكة يوم القيامة على شاطئ سان دييغو يعكس تداخل الأسطورة مع العلم، ويذكرنا بأن العالم الطبيعي لا يزال يحتفظ بالكثير من الأسرار التي لم تُكتشف بعد. وبينما يحتفي البعض بهذه الحادثة كدلالة على الأسطورة، يواصل العلماء دراسة هذه الظواهر لفهم أفضل للتغيرات التي تطرأ على البيئة البحرية ودورها في ظهور هذه المخلوقات النادرة.