عودة زوارق “الفانطوم” إلى سواحل الناظور.. هجرة سرية أم تجارة ممنوعة ؟

جريدة أرض بلادي – ايت علي اكرام –

عاد الحديث مجدداً عن زوارق “الفانطوم” السريعة بعد انتشار مقطع فيديو صوّر على شاطئ بني بوغافر بإقليم الناظور، يوثّق لحظة اقتراب أحد هذه الزوارق من الشاطئ. المقطع، الذي لا تتجاوز مدته دقيقة ونصف، يظهر مجموعة من الأشخاص يترجلون من القارب، ثم ينادون على بعض الشباب الذين سارعوا إلى ركوبه قبل أن ينطلق مجدداً نحو وجهة غير معروفة.

 

لم يكن ظهور زوارق “الفانطوم” في سواحل الناظور حدثاً معزولاً، بل هو جزء من ظاهرة متزايدة في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبحت هذه القوارب حلماً مغرياً لآلاف الشباب الذين يسعون للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط. لكن خلف هذا الحلم تكمن حقيقة أكثر تعقيداً، حيث تُستغل هذه الزوارق من قبل شبكات إجرامية متخصصة في تهريب البشر والمخدرات الصلبة، مما يعرّض المهاجرين لمخاطر لا تحمد عقباها.

 

مع تكرار ظهور هذه الزوارق، تصاعدت مخاوف السلطات والمجتمع المحلي بشأن تداعيات الظاهرة. فبالإضافة إلى تهديدها للأمن البحري، فإنها تكشف عن واقع اقتصادي واجتماعي يدفع الشباب إلى ركوب المخاطر بحثاً عن مستقبل مجهول. في المقابل، تجد الجهات الأمنية نفسها أمام تحدٍ معقد يتطلب مقاربة شاملة، تتجاوز الحلول الأمنية إلى معالجة الأسباب العميقة التي تدفع الشباب إلى هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر.

 

قد يبدو “الفانطوم” وسيلة عبور نحو حياة أفضل، لكنه في كثير من الأحيان يتحول إلى فخ، إما بالموت غرقاً أو بالسقوط في أيدي مافيات الاستغلال. وبينما تستمر هذه الظاهرة في التنامي، يبقى السؤال مطروحاً: هل يكفي تشديد المراقبة للقضاء على الظاهرة، أم أن الحل يكمن في خلق بدائل حقيقية توفر للشباب فرص حياة كريمة داخل أوطانهم؟