جريدة أرض بلادي -✍️: ايت علي اكرام
في مشهد مفعم بالمشاعر الروحية والإنسانية، ودّعت مدينة الناظور، صباح يوم الجمعة 30 ماي 2025، مئة حاج وحاجة من أبناء مدينة مليلية المحتلة، المتوجهين إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج لموسم 1446 هجرية.
وقد جرت مراسيم التوديع الرسمية بمقر إقامة العامل الملحق بوزارة الداخلية، السيد عمر دودوح الفونتي، الذي أشرف شخصياً على تسليم الحجاج جوازات سفرهم وتذاكر سفرهم نحو الأراضي السعودية، عبر رحلة جوية مبرمجة من مطار الرباط-سلا حوالي الساعة الواحدة صباحاً.
السيد دودوح لم يكتفِ بالتنسيق الإداري، بل قدّم للحجاج مجموعة من التوجيهات والإرشادات العملية المرتبطة بمناسك الحج وتنظيم الرحلة، في إطار العناية الخاصة التي توليها الدولة المغربية لحجاجها، وحرصها على ضمان راحة المواطنين المغاربة وتمكينهم من أداء مناسكهم في أفضل الظروف التنظيمية والروحية.
وقد عبّر الحجاج والحاجات عن امتنانهم العميق لحسن الاستقبال والتأطير، مشيدين بما لمسوه من اهتمام رسمي، سواء على مستوى توفير الوثائق أو الإرشاد، وهو ما جعل أجواء التوديع مشحونة بالمشاعر، حيث تعالت الزغاريد، وذرفت الدموع، وارتفعت الأكف بالدعاء في لحظة إنسانية تجسّد عمق الارتباط الروحي والوطني.
هذا الحدث، الذي قد يبدو محلياً في ظاهره، يحمل أبعاداً رمزية كبرى؛ إذ يبرز حرص الدولة المغربية على ربط جسور التواصل والرعاية بمواطنيها في كل المناطق، بما فيها تلك ذات الخصوصية السياسية مثل مدينة مليلية المحتلة، مؤكداً أن الهوية والانتماء لا تحدّها حدود جغرافية.
من الناظور إلى مكة، تبدأ رحلة تتجاوز المسافة لتبلغ أعماق الروح. رحلة حج لا تقتصر على التنقل، بل تمثّل تجديداً للعهد مع الله، وارتباطاً بقيم التضامن والوحدة، في مشهد يجمع بين رمزية العقيدة واحتضان الوطن.
