جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –
في مشهد إنساني مفعم بالأمل والتضامن، نظمت جمعية الرحمة المراكشية قافلة تضامنية محمّلة بالقفف الرمضانية نحو المناطق الجبلية النائية المتضررة من الزلزال، وذلك بدعم من جمعية الرحمة البلجيكية. المبادرة، التي انطلقت في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، تهدف إلى التخفيف من معاناة الأسر المتضررة وإدخال البهجة إلى قلوبهم في هذا الشهر الفضيل.
برئاسة الأستاذ إلياس بوشعيب من جمعية الرحمة المراكشية، وبمساندة الفاعلة الجمعوية حياة البروطة من جمعية الرحمة البلجيكية، قطعت القافلة مسافات طويلة عبر طرق جبلية وعرة للوصول إلى منطقة أيت حدو يوسف إيغلمن، التي كانت من بين أكثر المناطق تأثراً بالزلزال. وقد أشرفت السيدة عباد للا فاطمة على عملية توزيع القفف التي استفادت منها 62 أسرة، وسط أجواء من الفرح والتقدير.
استقبلت الأسر هذه المبادرة بدموع الفرح والابتسامة العريضة، معبّرة عن امتنانها لهذه اللفتة الإنسانية التي جاءت لتخفف من أعباء الحياة اليومية القاسية. ولم تمنع المسالك الجبلية الصعبة أعضاء القافلة من مواصلة مهمتهم الإنسانية، بل زادتهم عزماً على تحقيق هدفهم النبيل في رسم الابتسامة على وجوه السكان المنكوبين.
هذه القافلة ليست مجرد توزيع مساعدات غذائية، بل هي رسالة إنسانية عميقة المعاني تعكس روح التكافل والتآزر التي يزخر بها شهر رمضان المبارك. وقد تحوّلت إلى نموذج يُحتذى به في العمل الخيري، يؤكد أن التضامن قادر على تجاوز الحدود والصعاب، ليصل إلى حيث تتعالى نداءات الحاجة.
هكذا، نجحت قافلة الرحمة في أن تزرع الأمل وسط جبال تتحدث عن الألم، وتؤكد أن الخير ما زال حياً في قلوب من يحملون رسالة الإنسانية والتضامن الاجتماعي.