جريدة أرض بلادي – سفيان بلغيت –
في قلب مدينة آسفي، تلك المدينة التي تتنفس البحر وتُعرف بمأكولاتها البحرية الطازجة والغنية بالنكهات، كانت الأنظار تتجه نحو مهرجان “البحر” الذي طالما كان مناسبة للاحتفاء بالثراء البحري والهوية الثقافية للمنطقة. لكن هذا العام، ومع الأسف، خيب المهرجان آمال العديد من سكان المدينة وزوارها.
فور بدء المهرجان، كان هناك حماس بين الجمهور لتذوق أفضل ما تقدمه مدينة آسفي من مأكولات بحرية. لكن سرعان ما تبدد هذا الحماس حينما تم تقديم أطباق بعيدة كل البعد عن الجودة التي اعتاد عليها السكان. ما ظهر على الطاولات لم يكن فقط غير طازج، بل بدا وكأنه لم يكن قادمًا من شواطئ آسفي المعروفة بجودتها.
في صورة التقطت خلال المهرجان، يظهر عدد من الحضور وهم يمسكون بأطباق تحتوي على سمك ملوث وغير مرتب، وهو ما أثار استياء واسع بين المشاركين. يقول أحد أبناء آسفي: “لقد جئنا إلى هذا المهرجان لنحتفي بتراثنا البحري، لكن ما وجدناه كان خيبة أمل كبيرة. كيف يمكن لمهرجان يُفترض أنه يحتفي بالبحر أن يقدم لنا شيئًا بهذا السوء؟”.
تساؤلات عديدة تُطرح حول المسؤولين عن تنظيم هذا المهرجان، وعن الأسباب التي أدت إلى تقديم مأكولات بهذا المستوى المتدني. هل كان السبب هو غياب التخطيط الجيد؟ أم أن هناك عوامل أخرى أدت إلى هذا الفشل؟ في كلتا الحالتين، يبقى من المؤكد أن ما حدث كان انتكاسة كبيرة للهوية المحلية التي طالما افتخرت بها مدينة آسفي.
ورغم أن المهرجانات تُعتبر فرصة للترويج للثقافة المحلية وجذب الزوار، إلا أن هذا المهرجان قد يكون أضر بصورة المدينة أكثر مما أفادها. فبدلاً من أن يكون مناسبة للترويج لما هو فريد ومميز في آسفي، تحول إلى مادة للإحباط والانتقادات.
في النهاية، لا يمكن للزوار والسكان سوى الأمل بأن يتم تصحيح هذا الخطأ في النسخ القادمة من المهرجان، وأن تعود آسفي لتكون المدينة التي نعرفها، مدينة تُقدّر ثرواتها وتعرف كيف تُقدّمها للعالم بأفضل صورة. فلا قيمة لأي مهرجان إذا لم يكن مُعبراً عن جوهر وروح المكان الذي يُقام فيه.