وكيل الملك وجه رسالة مؤثرة لأهل برشيد بعد انتهاء مهامه

 

شكرا أهل برشيد….
برشيد أرض الصالحين والشرفاء والصمود والثبات… الأرض المباركة المعطاء التيلا تغربُ عنها الشمس، لأنها مدينة شروقٍ وإشراقٍ ونور وأنوار، مدينة تفطرُ على الكرم، وتتغذى على المعرفة، وتنامُ على الحبِّ والوذِ.
برشيد المجد والتاريخ، ببطولات وتضحيات شهداءها رحل المستعمر جارا أذيال الخيبة والهزيمة والذل، فأشرقت في مملكتنا العزيزة شمس الحرية والاستقلال.
كل شيء في برشيد مميز، ولا يعرف ذلك إلا من عاش فيها …..، في أرضها الطيبة ولدت إنسانا جديدا وعشت مع أهلها الأخيار والأحرار، شربت من مائِها العذب الفرات السائغ الشراب وتنَفَّست هواءها النقي تحت سماءها الزرقاء الصافية……
أهل برشيد أهل القرآن والتقوى، محبة للرسول الكريم ….ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، مخلصون للوطن أوفياء للدوحة العلوية الشريفة…….متحضرون كرماءُ في كلِّ شيءٍ، يرحبون بالغريب ويأخذون بيده إلى أن يستأنس، يقدسون القضاء لإدراكهم اليقيني بأن العدل أساس الملك، ومحبون للقضاة لإيمانهم بأنهم امتداد للعلماء الدين هم ورثة الأنبياء…..بسطاء في مظهرهم…أغنياء في قلوبهم….. رحماء بضعفاءهم.
برشيد التي أعتز بها وأفتخر، وجزء من وطني الحر، فهي جزء من كياني….كانت لي طيلة عشرون شهرا ونيف الحضن الدافئ الذي أشمّ فيه رائحة الإسلام والعروبة وأشعر بها بأمان النبوة والنخوة والقوة… ، سيبقى حبك ساكناً قلبي وثارة يجري في دمي، لا ولن أحيد ولن أميل، سيظلُ ذِكرُكَ في فمي، وأروي اليوم اللحظات الجميلة معك لأولادي وغدا لأحفادي. ولن أبدل حبك ماحييت لأني بكِ ولدت من جديد.
ولدانا وشيبا…صغيرا وكبيرا … نساء ورجالا……. مكانكم يا أهل برشيد كبير في وجداني، وعشقي لكم عظيم لا يوصف، ولا يمكن أن أحصر مشاعري في كلمات قليلة ……فمنكم مني كل محبة ومودة وتقدير.

عبد السلام بوهوش
وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ببرشيد