إلى معلمي داخل أسوار المدرسة

    أرض بلادي – تونس

  الذكتورة مسعودة قاسيمي

 شكرا لمعلمي علمتني أحفظ ،علمتني كيف أعبر بما تقتضيه الحاجة، علمتني كيف أكتب وأتفنن في رسم الكلمات،  شكرا لك معلمي لأنك نميت ثقافتي وعلمتني التزم وشفت مني كل أنواع التفوق والتفاني لأتجاوز أسوار المدرسة.

       علمتني كيف أمارس هوايتي بعد ما أنتهي من دروسي وكيف أحترم الغير  وأحبه وأقدره ، شكرا على كل معلومة أفادتني ، صرت إنسانة مثقفة حاصلة على أفضل شهادة ، شهادة تكفل وتضمن لي المعيشة . أما الحياة أعطتني تجربة حية .

    معلمي أنت خاطبت عقلي وأبدعت في صقل معارفه لكنك لم تخاطب قلبي وروحي وحواسي وما كان موجود داخل اسوار ذاتي .

    لماذا لم تعلمني كيف أعيش الدنيا وأتعايش مع الناس من دونك ، كيف أحب وكيف أكره وكيف يتسلل ضوء الأمل

   معلمي لك أثر كبير بكل أمانة لأنك جعلتني أتجاوز أصعب الإمتحانات كطالبة وتمكنت من كل المواد فكنت المفَضلة عند الكل، وعرفت أن الراسبون داخل أسوار المدرسة يجدون فرص أخرى، أما داخل أسوار الحياة معلمي قد لا تتاح لنا فرصة ثانية .

   بالمدرسة كنت الدرس الذي لا أحبه  مجبورة أعيده أما بالحياة الدرس الذي لا أحبه لا أستطيع إعادته ، علمتني أحبك في كل شعر وفي كل سطرأكتبه وفي كل نثر وما علمتني أن أراك ماشيا على الأرض.

   معلمي بالمدرسة ، علمتني أن الدروس الخصوصية تنفع ، غير أنك ما علمتني أنها لا تنفع بالدنيا .

  صحيح أنه لك الأثر الكبير معلمي لما كنت طالبة متفوقة تتباهى بي أمام الجميع أما اليوم وأمام دروس الحياة دعني أفتش عن ذاك الأثر بمفردي .

هو إستنتاج وصلت إليه على مر السنين وهذه رسالتي إليك معلمي .